عوائد السندات والدولار يتفاعلان مع تحسن شهية المخاطرة

ومضة الاقتصادي

تداعيات التحركات على المستثمرين والشركات

بالنسبة للمستثمرين في السندات والدخل الثابت، فإن ارتفاع العوائد يعني تراجع الأسعار، ما يفرض خسائر رأسمالية مؤقتة على المحافظ الكبيرة. أما بالنسبة للشركات، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل بالدولار أو القروض طويلة الأجل، فقد تشهد زيادة في تكاليف التحوط والاقتراض نتيجة ارتفاع تكلفة الفائدة.

في المقابل، قد تستفيد الشركات ذات القروض القصيرة الأجل أو التي تعتمد على التمويل الداخلي من تراجع الإقبال على السندات، إذ يمكنها إصدار ديون جديدة بأسعار منافسة طالما أن السوق لا يزال يتمتع بسيولة كافية.

أما على صعيد أسواق الأسهم، فإن ارتفاع العوائد يغير من معادلة التقييم. فمع ارتفاع الفائدة، تتراجع جاذبية الأسهم ذات التوزيعات النقدية المنخفضة مقارنة بالسندات. ومع ذلك، فإن القطاعات الدورية مثل التكنولوجيا والصناعة قد تواصل جذب المستثمرين طالما بقيت التوقعات الاقتصادية مستقرة.

ما الذي يجب متابعته بعد ذلك

تتجه أنظار الأسواق إلى عدد من المؤشرات التي ستحدد الاتجاه القادم لعوائد السندات والدولار خلال الأيام المقبلة:

بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع، والتي ستحدد مدى استمرار الفيدرالي في نهج التشديد النقدي أو التريث.

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة في ضوء استقرار الأوضاع السياسية والمالية.

حركة مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) الذي يُعد مقياسًا رئيسيًا لقوة العملة، إذ قد يواصل الارتفاع إذا استمرت التدفقات إلى الأصول الأمريكية.

تطورات الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا وآسيا، حيث قد تدفع الفروق في العوائد المستثمرين إلى إعادة توزيع محافظهم مجددًا.

خلاصة المشهد

في الوقت الراهن، يبدو أن الأسواق المالية تعيش حالة من التحول الحذر، حيث انتقلت من وضع الدفاع إلى الهجوم، مدفوعة بتراجع المخاطر السياسية وعودة الثقة في الاقتصاد الأمريكي. إلا أن هذا التفاؤل يبقى هشًا، فارتفاع العوائد إذا استمر بوتيرة متسارعة قد يصبح عبئًا على الأسهم والائتمان بدلًا من أن يكون إشارة على القوة الاقتصادية.

بكلمات أخرى، ما نشهده اليوم ليس انتصارًا نهائيًا للأسواق على المخاطر، بل هدنة مؤقتة ريثما تتضح الصورة الكلية للاقتصاد بعد أسابيع من الاضطراب. وإذا جاءت البيانات الاقتصادية القادمة إيجابية، فقد نشهد استمرار تدفق الأموال نحو الأصول الخطرة، أما إذا خيّبت الآمال، فسرعان ما ستعود الأسواق إلى الحذر، ومعها الملاذات الآمنة مثل السندات والذهب.

تم نسخ الرابط