المحللون يخفّضون توقعاتهم لنهاية العام لعملة البيتكوين مع استمرار التقلبات

ومضة الاقتصادي

المحللون يخفّضون توقعاتهم لنهاية العام لعملة البيتكوين مع استمرار التقلبات

بعد موجة من الارتفاعات القياسية التي دفعت البيتكوين لتجاوز حاجز 100 ألف دولار في وقت سابق من هذا العام، بدأ الزخم يتراجع تدريجيًا في الأسابيع الأخيرة، ما دفع العديد من المحللين إلى تخفيض توقعاتهم بشأن إغلاق العملة عند مستويات قياسية جديدة بحلول نهاية 2025.
ووفقًا لتقرير، فإن توقعات معظم بيوت التحليل باتت أكثر تحفظًا، حيث أصبح من غير المرجح أن تحقق البيتكوين اختراقًا واضحًا فوق مستوى 125 ألف دولار في المدى القريب، وسط حالة من التذبذب المستمر في الأسواق المالية العالمية.

الزخم الصعودي يفقد زخمه تدريجيًا

تشير بيانات إلى أن الزخم الذي غذّى الارتفاعات السابقة بدأ يتلاشى بفعل انحسار "نشوة صناديق ETF" التي كانت وراء موجة الشراء المؤسسي الضخمة خلال النصف الأول من العام.
فمع استقرار التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة وتراجع الحماس بين المؤسسات، أصبح السوق أكثر اعتمادًا على المستثمرين الأفراد والمضاربين قصيري الأجل، ما زاد من حساسيته تجاه التقلبات اليومية.

ويُرجع الخبراء هذا الفتور أيضًا إلى تزايد الشكوك حول آفاق الاقتصاد الكلي، خاصة مع استمرار الغموض بشأن السياسة النقدية الأمريكية، وضعف مؤشرات النمو في الصين وأوروبا، وهي عوامل تجعل المستثمرين أكثر حذرًا تجاه الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.

التقلبات تحكم السوق

من أبرز سمات المرحلة الراهنة في سوق البيتكوين تقلّب الأسعار على نطاق واسع، حيث تسجل العملة تحركات يومية تتجاوز 5% صعودًا أو هبوطًا، ما يعكس حالة من عدم اليقين في الاتجاه العام.
ويرى محللون أن هذه التقلبات ترتبط بتوازن هش بين المشترين الذين يراهنون على انتعاش لاحق في 2026 وبين البائعين الذين يسعون لتأمين أرباحهم بعد مكاسب قوية خلال الأشهر الماضية.

وتشير بيانات المشتقات إلى أن الطلب على خيارات البيع (Puts) ارتفع بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس تزايد رغبة المستثمرين في التحوّط من مخاطر التراجع الحاد في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

ضغوط من العوامل الكلية والمعدّنين

أحد التحديات الإضافية التي تواجه السوق حاليًا هو ضغوط البيع من جانب المعدّنين (Miners)، الذين يسعون إلى تصريف جزء من مخزونهم لتغطية النفقات التشغيلية ومصاريف التوسّع في البنية التحتية.
وبما أن دورة الاستثمار في التعدين تتزامن مع فترات تقلب الأسعار، فإن أي زيادة في العرض من جانب المعدّنين يمكن أن تزيد الضغط على الأسعار، خاصة في غياب طلب قوي من المؤسسات.

من جهة أخرى، فإن الضبابية المحيطة بمسار أسعار الفائدة الأمريكية تجعل المستثمرين في حيرة من أمرهم:

إذا واصل الفيدرالي التشدد في السياسة النقدية، فقد تتأثر الأصول عالية المخاطر سلبًا.

أما إذا بدأ البنك المركزي في خفض الفائدة بوتيرة أسرع، فقد تعود شهية المخاطرة إلى الارتفاع مجددًا وتدفع بالبيتكوين لاستعادة زخمه.

تم نسخ الرابط