النفط يتراجع مع قوة الدولار وارتفاع المخزونات الأمريكية: زيادة إنتاج أوبك+ لشهر ديسمبر تلوح في الأفق
مخاطر وتحديات أمام المنتجين
يشير محللون إلى أن استمرار الأسعار دون مستوى 65 دولاراً للبرميل لفترة طويلة قد يدفع بعض المنتجين ذوي التكلفة العالية خصوصاً في أمريكا الشمالية وأفريقيا إلى تخفيض خطط الإنفاق الرأسمالي (Capex).
هذا السيناريو قد يؤدي لاحقاً إلى نقص في الإمدادات المستقبلية، ما قد يعكس الاتجاه الهبوطي في منتصف العام المقبل. لكن في المدى القصير، تبقى قوى العرض الحالية والتقلبات الاقتصادية هي المحرك الأساسي للأسعار.
وفي الوقت نفسه، تبقى المخاطر الجيوسياسية عاملاً غير قابل للتنبؤ. فأي اضطراب في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية قد يغير المشهد فجأة، ويعيد الأسعار إلى مستويات أعلى.
تأثيرات على أسهم الطاقة والمصافي
من جهة أخرى، قد تستفيد شركات التكرير والمصافي مؤقتاً من انخفاض أسعار الخام، إذ تتراجع تكاليف المدخلات في حين تبقى هوامش الربح مستقرة نسبياً.
لكن في المقابل، أسهم شركات النفط الكبرى قد تتعرض لضغوط إذا تباطأت برامج إعادة شراء الأسهم أو انخفضت توزيعات الأرباح، خصوصاً في حال استمرار الهبوط دون تعويض عبر عقود التحوط.
ما الذي يجب مراقبته؟
الأسواق الآن تترقب البيانات الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) بشأن المخزونات، والتي ستصدر خلال الأيام المقبلة، بحثاً عن أي مؤشرات على تحسن الطلب أو تصحيح في مستويات الإنتاج.
كذلك، سيراقب المتداولون أي إشارات من تحالف أوبك+ حول الالتزام بخطط ديسمبر أو إمكانية تعديلها لاحقاً، خاصة إذا استمرت الأسعار بالهبوط دون مستوى 60 دولاراً.
خلاصة المشهد
باختصار، يواجه سوق النفط حالياً مرحلة دقيقة من التوازن السلبي، حيث تتضافر قوة الدولار مع زيادة الإمدادات لتضغط على الأسعار.
لكن في الوقت نفسه، فإن الأسواق تظل شديدة الحساسية لأي تغير مفاجئ في العرض أو الأحداث الجيوسياسية. وبالتالي، فإن رحلة أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة ستكون مرهونة بتفاعل هذه العوامل بين اقتصاد عالمي متباطئ وتحالف منتجين يحاول إبقاء السوق مستقرة على حافة التوازن.