بيركشاير هاثاواي تسجل قفزة في الأرباح التشغيلية وتراكمًا قياسيًا في السيولة

ومضة الاقتصادي

بيركشاير هاثاواي تسجل قفزة في الأرباح التشغيلية وتراكمًا قياسيًا في السيولة

أعلنت شركة بيركشاير هاثاواي، المملوكة للملياردير وارن بافيت، عن نتائج فصلية قوية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في أرباحها التشغيلية، مدعومًا بتحسن أداء قطاع التأمين وتماسك وحدات النقل والطاقة. في الوقت ذاته، كشفت التقارير المالية أن الشركة تمتلك الآن أكبر رصيد نقدي في تاريخها، ما يعكس حذرها في بيئة اقتصادية توصف بأنها "متأخرة في الدورة" وتزداد فيها التقييمات ارتفاعًا.

قفزة في الأرباح التشغيلية بفضل التأمين

حقق قطاع التأمين لدى بيركشاير أداءً استثنائيًا في الربع الأخير، حيث استفادت الشركة من تحسن معدلات الاكتتاب وانخفاض المطالبات الكارثية مقارنة بالعام الماضي. وأظهرت النتائج أن الربحية التشغيلية ارتفعت بشكل واضح، بفضل شركات التأمين التابعة مثل "GEICO" و"General Re" التي أعادت ضبط سياسات التسعير بعد سنوات من التضخم في تكاليف التعويضات.

وبينما كان التأمين هو المحرك الأساسي للنمو، حافظت وحدتا السكك الحديدية والطاقة (BNSF وBerkshire Energy) على أدائهما المستقر رغم الضغوط التشغيلية. ومع ذلك، تبقى هوامش الربح محدودة في هذين القطاعين نظرًا لتراجع أحجام النقل وتباطؤ الطلب الصناعي في الولايات المتحدة.

جبل من السيولة… وحذر استثماري واضح

أحد أبرز الأرقام في تقرير بيركشاير كان رصيدها النقدي الذي بلغ مستوى قياسيًا جديدًا، تجاوز وفق تقديرات المحللين أكثر من 170 مليار دولار. هذا الكم الهائل من النقد – الموزع بين خزائن الشركة وسندات الخزانة الأمريكية القصيرة الأجل – يشير إلى نهج حذر من قبل بافيت وفريقه في ظل تقييمات مرتفعة في أسواق الأسهم العالمية.

وعلى الرغم من وفرة السيولة، لم تقدم بيركشاير على عمليات استحواذ كبيرة أو مشتريات ضخمة للأسهم خلال الربع الأخير. بل على العكس، واصلت بيع الأسهم بصافي صافٍ في السوق، مما يدل على موقف دفاعي يرى أن الأسعار الحالية لا توفر فرصًا مغرية بما يكفي. حتى برنامج إعادة شراء الأسهم الخاص بالشركة ظل محدودًا نسبيًا، في إشارة إلى أن بافيت لا يرى أن سهم شركته مقوّم بأقل من قيمته.

دوافع النمو والتحديات المقبلة

يعود أداء بيركشاير الإيجابي إلى مزيج من الانضباط المالي والمرونة التشغيلية. فبينما نجحت الشركة في تحسين نتائج التأمين، ظلت استثماراتها المتنوعة – التي تشمل حصصًا ضخمة في شركات مثل آبل، وبنك أوف أميركا، وأمريكان إكسبريس – توفر مصدر دخل قوي عبر توزيعات الأرباح والعوائد الرأسمالية.

لكن رغم هذه المكاسب، تواجه بيركشاير عدة تحديات مستقبلية:

المخاطر الكارثية والتضخم في المطالبات التأمينية قد تظل مصدر قلق لقطاع التأمين في حال زيادة الكوارث الطبيعية أو ارتفاع تكاليف الإصلاحات.

تراجع حجم نقل البضائع بالسكك الحديدية مع تباطؤ النشاط الصناعي في أميركا.

مخاطر إعادة استثمار السيولة في بيئة تتجه فيها أسعار الفائدة نحو الانخفاض، ما يقلل من العائد على أدوات الدخل الثابت التي تفضلها بيركشاير في الوقت الراهن.

تم نسخ الرابط