توقعات أمازون القوية تُنهي أكتوبر بموجة صعود في وول ستريت
توقعات أمازون القوية تُنهي أكتوبر بموجة صعود في وول ستريت
اختتمت وول ستريت شهر أكتوبر على نغمة تفاؤلية، مدفوعة بزخم قوي من قطاع التكنولوجيا، وعلى وجه الخصوص من الأداء اللافت لشركة أمازون. فقد قفز سهم عملاق التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية بنحو 11% بعد إعلان توقعات مبيعات قوية، ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا ساهم في رفع المؤشرات الأمريكية الأوسع نطاقًا. وبنهاية يوم 31 أكتوبر، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 2.6% خلال الشهر، محققًا سادس مكسب شهري متتالٍ.
لم تكن هذه الموجة الصعودية مجرد ارتداد مؤقت، بل جاءت تتويجًا لشهر أظهر صلابة واضحة في أرباح الشركات وتحسنًا في ثقة المستثمرين عبر الأسواق. فقد تجاوزت نحو 83% من شركات مؤشر S&P 500 توقعات أرباح الربع الثالث، بحسب بيانات «فاكتست»، ما يعكس متانة الأساسيات التي تدعم الاتجاه الصاعد. قطاع التكنولوجيا، بقيادة شركات كبرى مثل إنفيديا ومايكروسوفت وأمازون، أثبت مجددًا أنه المحرك الرئيسي لاتجاهات السوق.
المحرك الأساسي للارتفاع: الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية
أظهر الربع المالي الأخير لأمازون كيف أن الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لا يزالان العمود الفقري لنمو الشركات العالمية. فقد سجلت وحدة الحوسبة السحابية في الشركة، Amazon Web Services (AWS)، تعافيًا قويًا مدعومًا بعودة الطلب من المؤسسات ودمج التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. هذا الأداء عزز ثقة المستثمرين بأن استثمارات التكنولوجيا الكبرى في بنية الذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل تؤتي ثمارها.
في الوقت نفسه، حافظت شركات أشباه الموصلات وعلى رأسها إنفيديا على زخمها، ما يشير إلى أن دورة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لم تصل إلى ذروتها بعد. ويُجمع المحللون على أن المستثمرين يفضلون الشركات العملاقة في هذا المجال، ليس فقط لقوتها في الأرباح، بل أيضًا لقدرتها على الاستفادة من التحولات البنيوية في عالم البيانات والأتمتة.
ومع استمرار هذا الاتجاه، أصبحت الانتقائية في الأسهم أكثر أهمية من أي وقت مضى. فبحسب محللين، فإن موجة الارتفاع لم تشمل جميع القطاعات بالتساوي، بل اتسعت فجوة الأداء بين الشركات. ولهذا، يرى الاستراتيجيون أن «المستثمرين القادرين على اختيار الأسهم بعناية سيكونون في موقع أفضل من أولئك الذين يتبعون مؤشرات السوق العامة».
مؤشرات الحذر رغم التفاؤل
ورغم الأجواء الإيجابية، يبقى المستثمرون على وعي بعدة مخاطر كامنة قد تكبح الزخم في الأسابيع المقبلة.
أولاً، ما زال مسار خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة غير واضح. فرغم تراجع التضخم، تتعامل الاحتياطي الفيدرالي بحذر في الإشارة إلى موعد أو سرعة تخفيف السياسة النقدية. وإذا تأخرت هذه الخطوة، فقد تبقى تكاليف الاقتراض مرتفعة بما يكفي لتقييد إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات.
ثانيًا، على الرغم من أن النمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي يبدو واعدًا، إلا أنه مكلف. فزيادة الإنفاق الرأسمالي (CapEx) على مراكز البيانات والرقائق والبنية التحتية قد تضغط مؤقتًا على هوامش الأرباح. هذه الشركات تراهن على المستقبل، لكن المدى القصير قد يشهد تراجعًا في الربحية.
ثالثًا، تبقى العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مصدر قلق. فالتصعيد في الرسوم الجمركية أو القيود على تصدير التقنيات يمكن أن يسبب اضطرابات في سلاسل التوريد، خاصة في القطاعات التكنولوجية التي تقود صعود الأسواق.