الذهب يقفز بنحو 2٪ متجاوزًا 4000 دولار للأونصة مع تراجع الدولار بعد خفض الفائدة الأمريكية
المخاطر المحتملة: عودة الفيدرالي للتشدد
ورغم التفاؤل السائد، لا يخلو المشهد من مخاطر تصحيحية محتملة. فعودة لهجة متشددة من مسؤولي الفيدرالي، أو صدور بيانات اقتصادية أمريكية قوية، قد تؤدي إلى ارتفاع الدولار مجددًا، ما قد يضغط على أسعار الذهب ويؤدي إلى موجة من جني الأرباح.
كما أن تجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة قد يمثل نقطة مقاومة نفسية للمستثمرين، مما قد يدفع بعض الصناديق إلى تقليص مراكزها مؤقتًا تحسبًا لتقلبات قصيرة الأجل.
ويقول محللون إن أي تحسن مفاجئ في بيانات الوظائف أو التضخم الأمريكية قد يعيد النقاش حول وتيرة خفض الفائدة، وهو ما سيؤثر مباشرة في توقعات أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة.
تأثير الارتفاع على الأسواق العالمية
الارتفاع القوي في أسعار الذهب انعكس أيضًا على أسهم شركات التعدين، التي شهدت مكاسب في البورصات العالمية، خاصة في أستراليا وكندا وجنوب إفريقيا. كما ارتفعت عملات الأسواق الناشئة المدعومة بتدفقات التحوط، مثل الراند الجنوب إفريقي والروبية الإندونيسية، نتيجة تراجع الدولار.
أما على مستوى الطلب الفعلي، فقد أدى الارتفاع إلى تزايد نشاط صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب (ETFs)، في حين أبدت أسواق المجوهرات في آسيا مرونة نسبية رغم الأسعار المرتفعة، مدفوعة بالطلب الموسمي في الهند والصين.
ما الذي ينتظر السوق لاحقًا؟
تتجه الأنظار الآن إلى تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسابيع القادمة، والتي ستحدد ما إذا كان البنك المركزي سيواصل دورة خفض الفائدة بوتيرة أسرع أم سيتريث لتقييم أثر السياسات الحالية على الاقتصاد.
كما سيراقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقبلة وتقرير التزامات المتداولين (CFTC CoT) لرصد اتجاهات مراكز المضاربة في العقود الآجلة للذهب. أي مفاجأة في هذه البيانات قد تعيد تشكيل توقعات السوق بسرعة.
خلاصة: الذهب يعود إلى الواجهة كأصل ملاذي
يبدو أن الذهب قد استعاد مكانته كأحد أكثر الأصول أمانًا وجاذبية في فترات التحول الاقتصادي الكبرى. فبينما تبحث الأسواق عن توازن جديد بعد أعوام من التشديد النقدي، يواصل المعدن الأصفر إثبات دوره كأداة للتحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية.
ومع استمرار ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية، قد يظل الذهب في اتجاه صاعد على المدى المتوسط، مع إمكانية اختبار مستويات 4200 دولار للأونصة إذا استمر الزخم الحالي.
