الذهب يقفز بنحو 2٪ متجاوزًا 4000 دولار للأونصة مع تراجع الدولار بعد خفض الفائدة الأمريكية
الذهب يقفز بنحو 2٪ متجاوزًا 4000 دولار للأونصة مع تراجع الدولار بعد خفض الفائدة الأمريكية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا خلال تداولات اليوم، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 4000 دولار لأول مرة منذ عدة أشهر، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. وارتفع الذهب الفوري بنحو 2٪ ليصل إلى 4004.75 دولار للأونصة، في حين صعدت عقود ديسمبر الآجلة إلى 4018 دولارًا، بحسب بيانات.
ويأتي هذا الصعود اللافت في ظل تحول السياسة النقدية الأمريكية نحو التيسير، مما دفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الأصول الآمنة وسط توقعات بمزيد من خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وتشير الأسواق إلى احتمال بنسبة 70٪ لخفض إضافي في اجتماع ديسمبر المقبل للفيدرالي.
تراجع العوائد الحقيقية يدعم الذهب
أحد أبرز العوامل وراء هذا الارتفاع هو انخفاض العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية بعد إعلان الفيدرالي عن قراره. فكلما انخفضت العوائد الحقيقية (أي العائد بعد خصم التضخم)، زادت جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر فائدة.
ويشير محللون إلى أن تراجع الدولار الأمريكي ساهم بدوره في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر، إذ يجعل انخفاض العملة الأمريكية الذهب أرخص لحائزي العملات الأخرى.
كما أن حالة الضبابية الاقتصادية والتجارية العالمية – خصوصًا مع تصاعد التوترات في الأسواق الناشئة وتقلبات التجارة الدولية – دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الذهب.
دوافع السوق: بين السياسة النقدية وعدم اليقين
الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لم يكن مفاجئًا تمامًا، إذ كانت الأسواق تترقب تحول الفيدرالي من موقفه الحذر إلى سياسة أكثر مرونة بعد تباطؤ واضح في النمو الأمريكي خلال الربع الثالث.
ومع تزايد التوقعات بأن الولايات المتحدة قد تدخل مرحلة تباطؤ اقتصادي معتدل في 2026، بدأ المستثمرون في التحوّط ضد مخاطر التضخم طويل الأجل والانكماش المحتمل، ما زاد الطلب على الذهب بشكل ملحوظ.
إضافة إلى ذلك، فإن التقلبات الجيوسياسية والتجارية ما زالت تلعب دورًا مهمًا في إبقاء أسعار الذهب مرتفعة، خصوصًا بعد الإشارات المتضاربة حول اتفاقات التجارة الدولية وتوترات الطاقة في بعض المناطق المنتجة.