البنك المركزي الأوروبي يبقي الفائدة عند 2٪ وسط تباطؤ النمو وتصلب تضخم الخدمات
البنك المركزي الأوروبي يبقي الفائدة عند 2٪ وسط تباطؤ النمو وتصلب تضخم الخدمات
في خطوة متوقعة على نطاق واسع، قرر البنك المركزي الأوروبي (ECB) الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، لتظل سعر إعادة التمويل الرئيسي عند 2.00٪، في وقت يشهد فيه اقتصاد منطقة اليورو تباطؤاً واضحاً في النمو ومرونة غير مرغوبة في تضخم قطاع الخدمات. وجاء بيان البنك ليؤكد استمرار ضعف النشاط الاقتصادي، مع تراجع في التصنيع وبقاء التضخم في الخدمات فوق المستوى المستهدف البالغ 2٪، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
تباطؤ النمو ومحدودية زخم التصنيع
تواجه منطقة اليورو حالة من الركود البطيء، حيث أظهرت البيانات الأخيرة ضعف الإنتاج الصناعي وتراجع الطلب في الاقتصادات الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا. ويأتي ذلك في ظل ضغوط من ارتفاع تكاليف التمويل، وضعف الطلب الخارجي، وفتور ثقة المستهلكين.
ورغم التقدم الملحوظ في مسار خفض التضخم الكلي خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن الخدمات – وهي القطاع الأكبر في الاقتصاد الأوروبي – ما تزال تشهد زيادات مستمرة في الأسعار مدفوعة بنمو الأجور ونقص العمالة في بعض المجالات.
ويرى البنك أن هذه التركيبة تجعل من الضروري التريث في أي قرارات جديدة، سواء بخفض أو رفع الفائدة، إلى حين وضوح مسار التضخم الأساسي.
البنك يتأنّى... والفيدرالي الأمريكي في الحسبان
أشار مسؤولو البنك المركزي الأوروبي إلى أن قرار التثبيت يعكس رغبتهم في تقييم تأثير السياسة النقدية الحالية قبل اتخاذ أي خطوة إضافية، خصوصاً مع اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من دورة خفض الفائدة.
ويهدف البنك الأوروبي إلى تفادي حدوث فجوة كبيرة في السياسات النقدية بينه وبين الفيدرالي، قد تؤدي إلى تقلبات مفرطة في سعر اليورو مقابل الدولار. فالسياسة النقدية العالمية باتت مترابطة بشدة، وأي تحرك أحادي قد يعيد الضغوط إلى الأسواق المالية الأوروبية.
المخاطر: ركود ممتد وتضخم الأجور
مع ذلك، لا تخلو الصورة من المخاطر. فالمحللون يحذرون من احتمال أن يؤدي استمرار السياسة النقدية المتشددة إلى ركود اقتصادي أطول وأعمق، خاصة في الاقتصادات المثقلة بالديون مثل إيطاليا وإسبانيا.