ستاندرد تشارترد تتفوق في نتائج الربع الثالث وتقدم هدف العائد على حقوق الملكية الملموسة إلى عام 2025
ستاندرد تشارترد تتفوق في نتائج الربع الثالث وتقدم هدف العائد على حقوق الملكية الملموسة إلى عام 2025
افتتحت مجموعة ستاندرد تشارترد موسم نتائج الربع الثالث بأداء قوي فاق التوقعات، في إشارة إلى أن نموذج البنوك المتركز على آسيا بدأ يستعيد زخمه رغم حالة عدم اليقين العالمية المستمرة. فقد أعلن البنك الذي يتخذ من لندن مقراً له عن ارتفاع الأرباح قبل الضرائب بنسبة 3٪ على أساس سنوي لتصل إلى 1.77 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات البالغة 1.52 مليار دولار، بحسب وكالة رويترز.
تؤكد هذه النتائج استمرار تحول البنك من مؤسسة تقليدية تعتمد على تمويل التجارة إلى منصة مالية متنوعة ترتكز على إدارة الثروات والمبادرات الرقمية ونمو قاعدة العملاء الميسورين. وأعلنت الإدارة أنها تتوقع الآن تحقيق عائد على حقوق الملكية الملموسة بنسبة 13٪ بحلول عام 2025، أي قبل عام من الهدف السابق، ما عزز ثقة المستثمرين ودفع بأسهم البنك المدرجة في لندن إلى الارتفاع عقب صدور النتائج.
إدارة الثروات في قلب النمو
أحد أبرز محركات الأداء في الربع الثالث كان الانتعاش القوي في تدفقات إدارة الثروات والعملاء الأثرياء. فقد ارتفعت إيرادات إدارة الثروات بنسبة 27٪ على أساس سنوي، بينما زادت الإيرادات غير المعتمدة على الفوائد بنسبة 12٪، ما يشير إلى عودة نشاط العملاء في مجالات الاستشارات والاستثمار بعد فترة من الحذر وضعف الشهية للمخاطر.
ويعكس هذا الانتعاش اتجاهًا أوسع في المنطقة، حيث بدأت أنشطة أسواق رأس المال في آسيا بالتعافي تدريجياً بعد ركود طويل، في حين أبدى العملاء الميسورون، خصوصاً في سنغافورة وهونغ كونغ، اهتماماً متزايداً بالمنتجات الاستثمارية المهيكلة والخدمات الاستشارية. وبالنسبة لستاندرد تشارترد، الذي ركز استراتيجيته طويلة المدى على هذا القطاع، فإن هذه النتائج تؤكد أن استراتيجيته في مجال "الثروة والرخاء" بدأت تؤتي ثمارها.
التعامل مع المخاطر في الأسواق الناشئة
رغم النتائج الإيجابية، ما زالت التحديات قائمة. إذ تستمر المخاوف حول تعرض البنك لأسواق الدول الناشئة، ولا سيما الصين، التي تعاني من تباطؤ النمو وضعف قطاع العقارات وتغيرات في دورة الائتمان.
كما أن اعتماد البنك المتزايد على الإيرادات الحساسة لحركة السوق – مثل خدمات إدارة الثروات والاستشارات – يجعل نتائجه عرضة للتقلبات في حال تراجع معنويات المستثمرين بسبب التطورات الجيوسياسية أو الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن انتشار البنك الجغرافي الواسع عبر آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط يمنحه نوعاً من التوازن، كما أن مبادراته الرقمية وقدرته على دعم التجارة العابرة للحدود تمنحه ميزة تنافسية في الأسواق التي انسحبت منها بعض البنوك الغربية.