مؤشر الدولار يرتفع قليلاً: عملات آسيا تتحرك بشكل متباين مع قفزة الدولار الأسترالي بعد بيانات التضخم
ورغم أن الأسواق تتوقع خفضاً للفائدة، فإن ما يقلق المتعاملين هو لغة البيان: فإذا جاءت اللهجة حذرة أو مائلة للتشدد، فقد يدفع ذلك الدولار إلى تحقيق مكاسب إضافية على حساب عملات الأسواق الناشئة.
تداعيات محتملة على الأسواق الناشئة والشركات المستوردة
يشير محللون إلى أن أي ارتفاع جديد في الدولار الأمريكي قد يزيد من الضغوط على عملات الأسواق الناشئة، خاصة تلك التي تعتمد على الواردات المقومة بالدولار مثل الوقود والمواد الخام.
في هذا السياق، يُنصح الشركات المستوردة في الأسواق الناشئة بمراجعة استراتيجيات التحوط من تقلبات أسعار الصرف، إذ أن تحرك الدولار بنسبة بسيطة يمكن أن يؤثر مباشرة في تكاليف التشغيل والأرباح.
أما على جانب السندات، فقد حذر الخبراء من أن السندات المقومة بالعملات المحلية في الأسواق الناشئة ستكون أكثر حساسية لأي مفاجآت من الفيدرالي، لأن ارتفاع العوائد الأمريكية يعني تحول رؤوس الأموال نحو الدولار بحثاً عن عوائد أعلى.
مشهد الأسواق الآسيوية بعد القرار
مع انتظار نتائج اجتماع الفيدرالي، يُتوقع أن يشهد الافتتاح الآسيوي غداً تحركات متباينة في أسعار الصرف، خصوصاً في عملات مثل الروبية الإندونيسية والبيزو الفلبيني والون الكوري الجنوبي، وهي الأكثر تأثراً بتقلبات الدولار.
كما ستراقب الأسواق عن كثب مؤشرات “النقاط الفيدرالية” (Fed Dots) التي توضح مسار الفائدة المستقبلي، إذ إنها تعتبر أداة رئيسية لتحديد اتجاه الأسواق العالمية خلال الربع الأخير من العام.
بين الحذر والتفاؤل
في الوقت الراهن، يبدو أن الأسواق تتحرك على خيط رفيع بين الحذر والتفاؤل. فبينما يتطلع المستثمرون إلى تيسير نقدي يدعم النمو العالمي، يخشون في الوقت نفسه أن تأتي نغمة الفيدرالي أكثر تحفظاً مما هو متوقع، ما قد يشعل موجة جديدة من تقلبات العملات والأسواق الناشئة.
ومهما كانت نتيجة الاجتماع، فإن التفاعل الأولي في سوق العملات سيكون سريعاً وقوياً، إذ يتعامل المتداولون عادة مع كل كلمة في بيان الفيدرالي على أنها إشارة ضمنية لمسار السياسة النقدية المقبلة.
خلاصة
يمكن القول إن الدولار ما زال يحتفظ بزمام القيادة في الأسواق العالمية، مدعوماً بتوقعات الفيدرالي وبيانات اقتصادية قوية نسبياً في الولايات المتحدة. وفي المقابل، تبقى العملات الآسيوية رهينة التوازن الدقيق بين بياناتها المحلية وحركة الدولار الأمريكي.
ومع اقتراب نهاية العام، يظل التركيز على السياسة النقدية الأمريكية وتوجهات البنوك المركزية الآسيوية، فهما معاً سيحددان المسار القادم لتدفقات رؤوس الأموال وأسعار الصرف في المنطقة.