تراجع أسواق العملات المشفّرة مجدداً: بيتكوين يتداول قرب 108,000 دولار بعد الانهيار السريع المبكر في الشهر

ومضة الاقتصادي

تراجع أسواق العملات المشفّرة مجدداً: بيتكوين يتداول قرب 108,000 دولار بعد الانهيار السريع المبكر في الشهر

عادت أسواق العملات الرقمية لتلوّن الوجوه بالتخوّف هذا الشهر، مع تراجع واسع النطاق دفع سعر بيتكوين إلى مستوى يقارب 108,000 دولار وإيثيريوم إلى نحو 3,800 دولار، بعد موجة تقلب عنيفة شهدتها الأصول الرقمية في أوائل أكتوبر مما أدى إلى تصفية مراكز مالية مرفوعة القوة (leveraged positions) بأكثر من 19 مليار دولار أكبر حدث تصفية يومي في تاريخ المشتقات داخل السوق الرقمية. 

ما الذي حدث بالضبط؟

الشرارة الأولى جاءت مع تحرّكات فجائية في شهية المخاطرة ترافقها أخبار جيوسياسية واقتصادية مفاجئة. خلال الأيام القليلة التي شهدت "الانهيار السريع" انخفضت بيتكوين بنحو 14% من مستوياتها العليا، بينما سجلت سوق المشتقات تصفيات ضخمة على دفعات، طردت الكثير من المراكز المديونة وأبرزت هشاشة البُنى الائتمانية داخل قطاع التداول بالرافعة. هذا الحدث كشف مرة أخرى أن الرافعة المالية تبقى العامل الأكثر خطورة في تسريع الانزلاقات السعرية في سوق يشهد سيولة متقلبة. 

المحركات الأساسية للتراجع

أبرز المحركات التي غذّت بيئة بيعية في سوق الكريبتو:

الرافعة المالية المرتفعة في أسواق المشتقات، ما يجعل الانعكاسات الحادة محتملة عند حدوث صدمات سعرية. 

تراجع شهية المخاطرة العالمي بسبب عوامل ماكرو اقتصادية (التضخم، معدلات الفائدة) واضطرابات جيوسياسية أدت إلى إعادة تخصيص رؤوس الأموال خارج فئة الأصول عالية التذبذب.

حركات المضاربة وجني الأرباح بعد موجة صعود كبيرة شهدت مستويات قياسية، مما خلق نقطة ضعف عند المناطق الفنية الحرجة للدعم والمقاومة. 

لماذا يهم هذا الأمر المستثمرين والمؤسسات؟

أولًا، أظهر الانهيار أن بيتكوين وما شابهها يتصرّفان في كثير من الأحيان كأصول مخاطرة مرتبطة بأسواق الأسهم بدلاً من التحوّط الآمن (safe-haven). عندما تجهد الأسواق، تميل العملات الرقمية إلى التهافت للبيع مع أسهم التكنولوجيا بدلاً من الصمود كملاذ آمن. هذا التصرّف يضع المستثمرين المؤسسيين في موقف يتطلّب إعادة تقييم استراتيجيات التحوط وإدارة المخاطر. 

ثانيًا، للشركات العاملة في القطاع (بورصات التشفير، منصات الإقراض، موفّرو المشتقات) قواعد رأس المال والسيولة أصبحت تحت المجهر؛ أي خلل في نماذج المخاطرة أو عجز في الأطراف المقابلة قد يثير موجة إفلاسات أو تعطل منصات التداول.

تم نسخ الرابط