قوة شركة ASML تدفع المستثمرين نحو أسهم الرقائق ومعدات تصنيعها

ومضة الاقتصادي

قوة شركة ASML تدفع المستثمرين نحو أسهم الرقائق ومعدات تصنيعها

شهدت أسهم التكنولوجيا العالمية موجة صعود جديدة هذا الأسبوع، قادتها شركة ASML الهولندية، إحدى أبرز الموردين لمعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية المتقدمة. فقد أعلنت الشركة عن زيادة قوية في الطلبات الجديدة وأداءً فاق التوقعات في الهوامش التشغيلية، ما دفعها إلى رفع توجيهاتها المستقبلية وأشعل موجة من التحول القطاعي نحو أسهم شركات أشباه الموصلات وموردي المعدات. هذا الأداء المميز من ASML لا يعكس فقط قوة الشركة نفسها، بل يكشف عن تحولات أوسع في مشهد صناعة الرقائق التي تشهد انتعاشًا مدفوعًا بطفرة الذكاء الاصطناعي والاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات.

نتائج قوية تعيد الثقة إلى قطاع التكنولوجيا المتقدمة

حققت ASML نتائج تفوقت على توقعات السوق، مع ارتفاع الطلب على أجهزتها المتطورة لتقنية الطباعة الضوئية (EUV) التي تُعد أساسًا في إنتاج الشرائح الإلكترونية المتقدمة. وقد أدى ذلك إلى رد فعل إيجابي واسع عبر سلسلة الإمداد الخاصة بصناعة أشباه الموصلات، حيث سجلت أسهم شركات المعدات والمكونات والمواد ارتفاعات متتالية.

ويرى المحللون أن هذه الطفرة في الطلب تمثل انعكاسًا مباشرًا للإنفاق المتزايد على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، إذ تتسابق الشركات العالمية لبناء مراكز بيانات قادرة على دعم نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة. ومع ارتفاع الاستثمار في الخوادم المتقدمة ووحدات معالجة الرسومات (GPU)، ترتفع الحاجة إلى الرقائق الأكثر تعقيدًا، مما يجعل معدات ASML عنصرًا لا غنى عنه في سلسلة الإنتاج العالمية.

العوامل الدافعة وراء الزخم الحالي

تتضافر عدة عوامل لتفسير هذا الاتجاه الصاعد. أولًا، تزايد الإنفاق الرأسمالي في قطاع مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، الذي أدى إلى تسارع الطلب على تقنيات الطباعة الضوئية المتقدمة. ثانيًا، شركات تصنيع الرقائق بدأت تعيد بناء طلباتها المؤجلة بعد فترة من التراجع في دورات التحديث خلال العامين الماضيين. وثالثًا، تحول المزاج العام للمستثمرين نحو "التكنولوجيا العميقة" بعد مرحلة من الحذر تجاه أسهم النمو التقليدية المتأثرة بالتقلبات الاقتصادية.

تُعد ASML في صميم هذا الاتجاه، إذ تحتكر تقريبًا توريد المعدات التي تتيح تصنيع الرقائق الدقيقة المستخدمة في معالجات الذكاء الاصطناعي، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا فريدًا في سلسلة القيمة التكنولوجية العالمية.

المخاطر التي تهدد استدامة النمو

ورغم الإيجابية الكبيرة التي أحاطت بنتائج ASML، فإن الطريق أمامها ليس خاليًا من المخاطر. أبرزها اختناقات سلسلة التوريد التي قد تؤخر تسليم المعدات للعملاء، خاصة مع ارتفاع الطلب المفاجئ. كما تواجه الشركة قيودًا جيوسياسية وتنظيمية متزايدة، إذ تخضع منتجاتها عالية التقنية لضوابط تصدير مشددة من قبل الاتحاد الأوروبي وهولندا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لمنع وصولها إلى أسواق تعتبر حساسة مثل الصين.

إلى جانب ذلك، يبقى الطابع الدوري لصناعة أشباه الموصلات خطرًا دائمًا؛ فالاستثمار المفرط في فترات الانتعاش غالبًا ما يتبعه تراجع حاد عند أول بوادر تباطؤ اقتصادي عالمي. هذا يعني أن أي هزة في الطلب قد تترك أثرًا مضاعفًا على المصنعين وموردي المعدات على حد سواء.

تم نسخ الرابط