هيئة التقارير المالية البريطانية تُركز على تقييمات المستوى الثالث قبيل موسم تقارير 2025
هيئة التقارير المالية البريطانية تُركز على تقييمات المستوى الثالث قبيل موسم تقارير 2025
في تقريرها السنوي الجديد "مراجعة التقارير المالية للشركات 2024/2025"، أشارت هيئة التقارير المالية البريطانية (FRC) إلى تركيز متزايد على قياسات القيمة العادلة من المستوى الثالث أي تلك التقييمات المعتمدة على مدخلات غير قابلة للملاحظة وتستند إلى تقديرات الإدارة. وبينما يظهر أن التقارير المالية للشركات مستقرة عمومًا، فإن الهيئة تعتزم توجيه مزيد من التدقيق نحو المجالات الأكثر خطورة في التقييم، مطالبةً الشركات بتعزيز الشفافية والإفصاح بشكل أعمق.
أبرز ما كشفه تقرير الهيئة
تؤكد هيئة التقارير المالية أن جودة التقارير في المملكة المتحدة بقيت مستقرة نسبيًا، خاصةً لدى الشركات الكبرى المدرجة في البورصة. ومع ذلك، تواصل الهيئة تركيزها الشديد على ممارسات قياس القيمة العادلة.
وأوضحت أن الاستثمارات المالية من المستوى الثالث (وهي تلك التي تعتمد على افتراضات الإدارة مع غياب بيانات سوقية واضحة) تشكل منطقة عالية المخاطر. ودعت الشركات إلى تحسين إفصاحاتها في هذا المجال.
كما لاحظ التقرير انخفاضًا في عدد الاستفسارات الجوهرية التي وجهتها الهيئة إلى الشركات، معتبرًا أن ذلك مؤشر على تحسن مستوى الالتزام الأساسي بالمعايير.
تؤكد هذه النتائج أن الهيئة تسعى لتحقيق توازن بين الإشادة بالتحسن العام في التقارير وبين التشديد على أن الوضع القائم لم يعد كافيًا في المجالات التي تتطلب أحكامًا وتقديرات ذاتية معقدة.
لماذا التركيز على تقييمات المستوى الثالث؟
هناك عدة عوامل تدفع هيئة التقارير المالية إلى تشديد الرقابة على التقييمات القائمة على الافتراضات غير المرصودة:
تزايد تعقيد المحافظ الاستثمارية للشركات
أصبحت العديد من الشركات تمتلك أصولًا غير سائلة (مثل حصص في شركات خاصة أو مشتقات مالية معقدة) يصعب تقييمها بسعر سوقي مباشر، مما يجعل الاعتماد على التقدير الذاتي أمرًا حتميًا، لكنه يحمل مخاطر مرتفعة.
تنامي طلب المستثمرين على الوضوح وقابلية المقارنة
المستثمرون اليوم لا يكتفون بالأرقام فقط، بل يريدون معرفة كيف تم الوصول إليها، خصوصًا حين تكون قائمة على تقديرات شخصية من الإدارة.
تطور الأطر التنظيمية وارتفاع سقف التوقعات
تتجه المعايير الدولية والهيئات الرقابية نحو تعزيز الشفافية وإلزام الشركات بتقديم تحليلات حساسية شاملة ضمن إفصاحاتها. وتحث هيئة التقارير المالية الشركات على تبني نماذج أكثر صرامة وشرح افتراضاتها بوضوح أكبر.
بكلمات أخرى: لم يعد كافيًا القول “تقدير الإدارة الأفضل” دون تفصيل الأسس والمعايير.
التحديات والمخاطر التي تواجه الشركات
يحمل توجه الهيئة الجديدة تحديات عملية واستراتيجية للشركات:
التدقيق في أحكام الإدارة
قد تتردد الشركات في تقديم تفاصيل دقيقة خشية كشف استراتيجياتها أو بياناتها الحساسة، لكن الإفصاحات الغامضة لم تعد مقبولة.
غياب الاتساق بين الشركات
مع غياب نماذج موحدة للإفصاح، تصبح المقارنة بين الشركات صعبة وقد تؤدي إلى لبس في تقييم المستثمرين.
زيادة عبء التدقيق والتوثيق
سيتعين على فرق المحاسبة والتدقيق تقديم مبررات مفصلة لكل افتراض مهم، مع تعزيز الوثائق المساندة واحتمال مواجهة طلبات استيضاح من الهيئة.
مخاطر المراجعة أو إعادة التقييم
الطبيعة التقديرية العالية قد تؤدي إلى مراجعات لاحقة أو حتى إعادة صياغة نتائج في حال تغيرت الظروف السوقية عن الفرضيات الأصلية.
التعامل مع هذه التحديات يتطلب دقة فنية عالية إلى جانب وضوح في السرد والشرح.