هل اقترب سقوط الذهب؟ الترقّب الكبير لزوال القمة!

ومضة الاقتصادي

 الذهب يلمع… لكن هل يوشك على التراجع؟

في الأشهر الأخيرة، شهدنا صعودًا لافتًا في سعر الذهب، ليلامس مستويات قياسية لم يعتدها كثيرون. هذا الزخم التصاعدي أثار تساؤلات حادّة بين المستثمرين: هل يستمر الذهب في هذا الاتجاه الصاعد بلا قيود، أم أن الطّبخة أصبحت “مُسخنة” لدرجة أن التبريد قادم لا محالة؟ في هذا المقال، سأعرض لك الأسباب التي دفعت الذهب للارتفاع، وتحليلي لتوقعاته خلال الشهر القادم والعامين القادمين، مع تحديد محتمل لوقت التصحيح أو “سقوط القمة”.

 

أولًا: لماذا ارتفع الذهب بشدّة؟

لفهم الاتجاه الحالي، نحتاج أن ننظر إلى دعامتين أساسيتين: العوامل الخارجية الاقتصادية و الدلالات الفنية. إليك أبرزها:

1. العوامل الاقتصادية الكبرى

أ) السياسة النقدية وأسعار الفائدة

الذهب بمعناه الاستثمار ليس مولّداً للفائدة. فعندما تكون معدلات الفائدة في الاقتصادات الكبرى مرتفعة، يصبح لجوء المستثمرين إلى الذهب أقل جاذبية مقارنة بالأصول التي تعطي عائداً.

لكن في الفترة الأخيرة هناك توقعات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يضطر لخفض الفائدة، أو تخفيف سياسته التشديدية. هذا التصوّر يدعم رغبة المستثمرين في التحوّل إلى الذهب (كملاذ آمن).

بعض المؤسسات مثل Goldman Sachs تتوقع أن يرتفع الذهب حوالي 6٪ حتى منتصف 2026 مدعومًا بطلب المؤسسات والبنوك المركزية وقلة الحماس لرفع الفائدة بشكل أكبر. 

ومع ذلك، هناك من يشير إلى أن أي تأخير في خفض الفائدة قد يُخمد حماوة الذهب مؤقتًا.

ب) التضخّم والعملة الورقية

التضخم المرتفع في العديد من الاقتصادات يقلّص القوة الشرائية للنقود، مما يدفع بعض المستثمرين إلى الذهب كتحوّط ضد فقدان القيمة.

تراجع الدولار الأميركي أمام العملات الأخرى يعطي الذهب (الذي يُسعر غالبًا بالدولار) دفعة إيجابية، لأنه يصبح أرخص للمشترين بعملات أخرى.

ج) الطلب المؤسسي والبنوك المركزية

البنوك المركزية حول العالم في السنوات الأخيرة تسعى إلى تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار، وقد زادت من اقتناء الذهب.

كذلك، الطلب من صناديق المؤشرات وصناديق الذهب (ETFs) يزداد عندما تتصاعد المخاوف الاقتصادية، مما يغذّي الزخم.

تقرير من World Gold Council يشير إلى أن النظرة لأسعار الذهب خلال 2025–2026 تميل إلى الصعود.

د) المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين

النزاعات الجغرافية، التوترات بين الدول الكبرى، الحرب في أوكرانيا، الصراعات في الشرق الأوسط كلها تولد حالة من “الذعر المالي” التي تشد المستثمرين نحو الملاذ الآمن، وهو الذهب.

في أوقات الركود أو التوترات، غالباً ما يُنظر إلى الذهب كملاذ آمن أول.

 

2. المؤشرات الفنية من الشارت المرفق

من الشارت الذي أرسلته (الذي يبدو أنه يمثل الذهب على الإطار الشهري)، أستطيع ملاحظة المزايا التالية:

اتجاه صاعد قوي: الشموع الصاعدة المتتالية وعزم الصعود واضحة، مع دعم من المتوسطات المتحركة (التي تبدو موجهة للأعلى).

مستوى مقاومة قريب: هناك ظلّ علوي يُشير إلى أن السعر قد اقترب من منطقة عرض أو مقاومة قد توقف عندها الصعود.

إشارات التشبّع أو الانحراف: ظهور شموع طويلة الزوائد (shadows) أو مؤشرات فنية تُشير إلى أن القوة الصاعدة قد تفقد بعض الزخم قريبًا.

منطقة محتملة للتصحيح: الرسم يوضح مربعات أو مناطق ملوّنة (ظلال) تمثل “مناطق احتمالية للتراجع” أو مناطق دعم مستقبلية — قد تكون هذه النقاط التي سينسحب إليها السعر عند بداية التصحيح.

إذا افترضنا أن الذهب الآن في “قمةٍ مرحلية” أو على وشك الدخول في مرحلة تراجع، فيمكن أن يتحرك السعر تدريجيًا نحو مثل تلك المناطق المظللة كمنطقة دعم أو ارتداد قبل استئناف الاتجاه.

هنا أضع توقّعًا تقريبيًا لميكانيكية التصحيح:

قد يبدأ التراجع بضع شهور من التثبّت حول القمم الحالية.

إذا كسر السعر أدنى مستوى دعم فني مهم (مثلاً متوسط متحرك رئيسي أو دعم تاريخي)، قد يتراجع نحو “منطقة الدعم الرمادية” أو “المنطقة الحمراء المظللة” في الرسم التي أرفقتها.

هذا التصحيح قد يستمر بين 6 إلى 12 شهرًا إذا ضعف الزخم، أو يكون أقصر إذا جاءت أخبار اقتصادية مفاجئة.

 

توقعات الذهب للشهر القادم (التحرّك الأقرب)

في الأجل القصير، أرى أن الذهب قد يواصل الارتفاع بدرجة محدودة — لكن هناك احتمال كبير أن يواجه مقاومة صلبة تدفعه إلى التذبذب الجانبي أو تصحيح طفيف نحو مستويات الدعم.

توقعاتي:

تم نسخ الرابط