هل اقترب سقوط الذهب؟ الترقّب الكبير لزوال القمة!

ومضة الاقتصادي

إذا استمر الزخم الإيجابي وظهرت أنباء تدعم خفض الفائدة أو ضعف الدولار، فقد نرى ارتفاعًا إضافيًا (مثلاً 3-8٪).

لكن إن فشلت الأسواق في استقبال هذه الأخبار، أو ظهرت بيانات اقتصادية أقوى من المتوقّع (تضخم منخفض، سوق عمل قوي)، فقد يبدأ الذهب بتثبيت أو تراجع نحو 5-10٪.

بمعنى آخر، الشهر القادم قد يشهد “اختبارًا للمقاومة” وربما تصحيحًا مختصرًا إذا فشل السعر في اختراقها بثقة.

 

توقعات الذهب على مدى السنتين القادمتين: هل القمة واقعية أم هناك المزيد من الصعود؟

إلى عامين قادمين، أرى أن الاتجاه العام يميل إلى الإيجابية، لكن ليس دون مراحل تصحيح تُطهّر الزوائد وتمنح الذهب قدرًا من الاستدامة. إليك السيناريو المقترح:

السيناريو المعقول (هو الأكثر ترجيحًا)

يواصل الذهب صعوده التدريجي خلال 2025 و2026، مدعومًا بطلب البنوك المركزية، وتحوّل المستثمرين نحو الملاذات، وإمكانيات خفض الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا.

بحسب توقعات عدة مؤسسات كبرى، قد يصل الذهب إلى حدود 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026.

لكن خلال هذا الصعود، سيواجه الذهب موجات تصحيحية، ربما في 2026 أو 2027، تستمر عدة أشهر إلى سنة.

عند اختراق الذهب دعما قويًا (إذا فقد أحد مستويات الدعم الأساسية)، قد يدخل في تصحيح أعمق، لكن إذا ظل الدعم ثابتًا فإن الاتجاه الصاعد سيستأنف.

السيناريو المتفائل (الصعود الكبير)

في حالة تصاعد الأزمات العالمية واضطراب في السياسات المالية، قد يشهد الذهب قفزات كبيرة تتجاوز 4000 أو حتى 4500 دولار، خاصة إذا فقد الدولار الأميركي جزءًا كبيرًا من قيمته.

في هذا السيناريو، قد نرى “قفزات مفاجئة” مدفوعة بشراء شديد من جهات كبيرة – البنوك المركزية، الصناديق السيادية، أو المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

لكن هذا السيناريو يعتمد على تفاقم الأزمات أو تغيرات مفاجئة في السياسات المالية العالمية.

السيناريو الحذر (التراجع المفاجئ)

إذا ارتفعت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بشكل مفاجئ، أو أثبت الاقتصاد الأميركي ضعفًا أقل من التوقعات، فقد تمرّ مرحلة تراجع قوية.

في هذا السيناريو، قد يرجع الذهب إلى مستويات دعم قوية عدة مئات من الدولارات تحت السعر الحالي، وربما يدخل نطاق تصحيح قوي استمر سنوات — لكن أعتقد أن هذا السيناريو أقل احتمالًا إذا حافظ الذهب على دعم هيكلي.

 

متى قد يبدأ “سقوط القمة”؟ توقّع موقّت للتصحيح

لتحديد موعد بداية التصحيح أو “سقوط القمة” الذي أستخدمه للدلالة على بداية التراجع الجدّي، أقدّر أنه إذا حافظ الذهب على القمم الحالية حتى نهاية 2025، فإن التصحيح المحتمل قد يبدأ تدريجيًا في النصف الأول من 2026، ربما في الربع الثاني أو الثالث من 2026. هذا يعتمد على:

ضعف الزخم الصاعد الذي نراه حاليًا

ردود فعل الأسواق على السياسات الاقتصادية

كسر مستوي دعم فني مهم في الرسم الشهري (قد يكون متوسطًا متحركًا رئيسيًا أو خط دعم تاريخي)

إذا نظرنا إلى الشارت المرفق، يُحتمل أن المنطقة المظللة باللون الرمادي أو اللون الأحمر تمثل “منطقة جاذبة” للتصحيح، وقد يندفع السعر نحوها في حال ضعف الاتجاه الصاعد.

لكن أؤكد لك أن “سقوط القمة” ليس بالضرورة انهيارًا مطلقًا، بل ممكن أن يكون تصحيحًا طبيعيًا يُعيد بعض المكاسب قبل أن يستأنف الذهب صعوده في الأجل البعيد.

 

كيف يستفيد المستثمر العادي من هذه التوقعات؟

إليك توصيات مبسطة لأي مخاطب (الإنسان العادي أو المستثمر المتوسط الخبرة):

لا تدخل كل أموالك دفعة واحدة — التنويع مهم.

إذا كنت تملك الذهب حاليًا، فراجع نقطة دخولك وحدد سعرًا للربح أو وقف الخسارة.

تابع بيانات التضخم والفائدة الأميركية، فهي من العوامل الأساسية التي قد تفجّر التصحيح أو تعزز الصعود.

إن بدأ السعر في اختبار المقاومة الحالي بلا نجاح، يمكن اعتبار جزء من المراكز للبيع أو جني أرباح تدريجية.

إذا حصل تصحيح، فإن دخولك تدريجيًا عند مستويات الدعم قد يكون فرصة جيدة لزيادة الحصة طويلة الأجل.

لا تنسَ أن الذهب يُعد وسيلة تحوّط، وليس أداة لتحقيق أرباح سريعة فقط، فالصبر يُكافأ أحيانًا في هذا السوق.

 

الخلاصة: الذهب في مفترق طرق

الذهب حالياً يعيش أجواء صاعدة قوية مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية ملائمة.

لكنه اقترب من مقاومة قد تدفعه للتذبذب أو تصحيح مؤقت.

أتوقع أن يبدأ التصحيح (سقوط القمة) تدريجيًا في منتصف 2026 إذا فشل السعر في تأمين مزيد من الصعود.

على المدى الطويل (سنتين)، أرجّح أن يبقى الاتجاه العام صاعدًا، لكن مع فترات من التراجع والتثبيت.

أهم ما يجب مراقبته: بيانات الفائدة الأميركية وقوة الدولار، لأنها قد تكون العامل الفاصل في تحديد الاتجاه المستقبلي.

 

تم نسخ الرابط