ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع عودة مخاوف الإمدادات لكن الطلب ما زال موضع شك
ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع عودة مخاوف الإمدادات... لكن الطلب ما زال موضع شك
شهدت أسواق الطاقة العالمية خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر 2025 ارتفاعًا طفيفًا في أسعار النفط الخام، مدفوعة بتجدد المخاوف بشأن الإمدادات من بعض الدول المنتجة، في مقابل استمرار القلق حيال تباطؤ الطلب العالمي، خصوصًا من الاقتصادات الكبرى في آسيا وأوروبا.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ في 22 أكتوبر 2025، فقد ارتفعت أسعار خام برنت إلى نحو 88 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى حدود 84 دولارًا، بعد سلسلة من الانخفاضات المتتالية خلال الأسابيع السابقة.
عودة هواجس الإمدادات إلى الواجهة
تعود موجة الارتفاع الأخيرة إلى تصاعد التوترات في بعض مناطق الإنتاج الحيوية، خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى تعطلات محدودة في عمليات الشحن نتيجة سوء الأحوال الجوية في الموانئ الأميركية.
كما أن تصريحات منظمة "أوبك+" بشأن احتمال تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى الربع الأول من 2026 ساهمت في دعم الأسعار مؤقتًا.
ويرى محللون أن الأسواق أصبحت حساسة جدًا لأي إشارات من المنظمة أو الدول الرئيسية كالسعودية وروسيا، بعد أن نجحت سياسة خفض الإمدادات السابقة في تثبيت الأسعار ضمن نطاق 80–90 دولارًا لفترة طويلة.
في المقابل… الطلب ما زال هشًا
رغم التحسن الطفيف في الأسعار، فإن الجانب الآخر من المعادلة الطلب العالمي ما زال يثير القلق.
فالتقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) تشير إلى تباطؤ واضح في وتيرة نمو الطلب على النفط، نتيجة ضعف النشاط الصناعي في الصين وأوروبا، واستمرار التحول التدريجي نحو مصادر الطاقة البديلة.
وتُظهر البيانات أن استهلاك الوقود في الصين انخفض بنسبة 2.5% خلال الربع الثالث من العام، بينما تسجّل أوروبا أدنى مستويات الطلب منذ جائحة 2020، ما يجعل أي ارتفاع في الأسعار قابلًا للتراجع السريع في حال لم تظهر مؤشرات قوية على تحسن الطلب.
توازن هشّ بين المخاطر والتوقعات
هذا التباين بين مخاوف الإمدادات وضعف الطلب خلق حالة من التوازن الحذر في الأسواق، حيث أصبح المتداولون يراقبون كل خبر أو بيان رسمي يمكن أن يرجّح إحدى الكفتين.
ويقول خبراء الطاقة إن السوق الحالية دخلت مرحلة "اللايقين المزدوج":
فلا الإمدادات مضمونة بالكامل،
ولا الطلب مستقر بما يكفي لتبرير موجة صعود جديدة.
وهذا ما يجعل الأسعار تتحرك ضمن نطاق ضيق نسبيًا، بين 80 و90 دولارًا للبرميل، منذ بداية الربع الرابع من 2025.
تحركات اللاعبين الرئيسيين
أوبك+: تواصل إرسال إشارات بأنها ستتخذ "إجراءات استباقية" للحفاظ على توازن السوق، لكنها تتجنب الإفصاح عن تفاصيل، في انتظار تقييم شامل لسوق الشتاء.