وول ستريت تقترب تدريجيًا من أعلى مستوياتها التاريخية مع عودة الشهية للمخاطرة قبيل قرار مهم للاحتياطي الفيدرالي

ومضة الاقتصادي

وول ستريت تقترب تدريجيًا من أعلى مستوياتها التاريخية مع عودة الشهية للمخاطرة قبيل قرار مهم للاحتياطي الفيدرالي

بعد أسابيع من التقلبات، يبدو أن وول ستريت تستعيد توازنها تدريجيًا. فقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الجمعة على بُعد 0.3% فقط من أعلى مستوى تاريخي سجّله في أكتوبر، بينما حقق كل من مؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك مكاسب طفيفة بدورهما. ورغم أن المزاج العام يميل إلى الحذر، إلا أن تحولًا واضحًا بدأ يظهر في سلوك المستثمرين، حيث عادوا تدريجيًا إلى أسواق الأسهم مدفوعين بأرباح قوية للشركات الكبرى وتزايد الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يستعد أخيرًا لتخفيف سياسته النقدية.

ويبقى السؤال الأهم: هل يمهّد السوق لانطلاقة صعودية مستدامة، أم يقترب من مستويات مبالغ فيها قد تتعرض لتصحيح؟

سوق يختبر حدوده بهدوء

لم تظهر هذه الموجة الصعودية من فراغ. فقد أعلنت عدة شركات كبرى عن أرباح قوية بل وتجاوز بعضها توقعات المحللين بهامش مريح. ونظرًا لأن السوق لا يزال متأثرًا بشكل كبير بأسهم الشركات الضخمة، فإن أداء عدد محدود منها قادر على دعم المؤشرات الرئيسية.

في الوقت نفسه، بدأت شهية المستثمرين للمخاطرة بالعودة بعد فترة من الاضطراب. وتشير بيانات التدفقات الاستثمارية واستطلاعات الثقة إلى تحوّل حذر ولكنه واضح نحو الأسهم، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالنمو.

ويُعد التفاؤل بإمكانية اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة إحدى أهم الشرارات التي تدفع هذا الزخم. فاستقرار بيانات التضخم وقوة أرباح الشركات يعززان الاعتقاد بأن الاقتصاد قوي بما يكفي للسماح بخفض الفائدة دون إشعال موجة جديدة من التضخم.

وإذا قدم الفيدرالي إشارات تميل إلى التيسير في اجتماعه القادم، فقد تتمكن وول ستريت من اختراق مستوياتها التاريخية السابقة.

لماذا تتجه كل الأنظار نحو الفيدرالي؟

ينتظر المستثمرون منذ فترة طويلة توجيهات أوضح من البنك المركزي. وتستند التوقعات الحالية إلى ثلاثة افتراضات رئيسية:

التضخم مستمر في التراجع ولو ببطء.

النشاط الاقتصادي لا يزال قويًا، خصوصًا في قطاع الخدمات وسوق العمل.

الاحتياطي الفيدرالي يقترب من تغيير مسار سياسته النقدية خلال اجتماع أو اجتماعين قادمين.

لكن هذه السردية الاقتصادية هشة، ويمكن لأي انحراف بسيط في بيانات التضخم أو التوظيف أن يعيد صياغة التوقعات بالكامل. ولهذا قد يكون الاجتماع القادم للبنك المركزي الأكثر تأثيرًا خلال هذا الربع.

فإشارة واحدة تميل إلى التيسير قد تمنح السوق دفعة قوية، بينما نبرة متشددة أو غامضة قد توقف هذا الزخم فورًا.

تم نسخ الرابط