الأسواق العالمية تتراجع مع بداية ديسمبر مع سيطرة مزاج العزوف عن المخاطرة على الأسهم والعملات الرقمية

ومضة الاقتصادي

الأسواق العالمية تتراجع مع بداية ديسمبر مع سيطرة مزاج العزوف عن المخاطرة على الأسهم والعملات الرقمية

بدأت الأسواق العالمية شهر ديسمبر بنبرة حذرة، إذ بدا أن موجة التفاؤل التي سادت خلال الأسابيع الماضية قد انحسرت، لتحل محلها حالة واسعة من العزوف عن المخاطرة. فقد تراجع مؤشر Stoxx Europe 600 الأوروبي بنحو 0.3%، بينما سجل المؤشر الألماني الرئيسي انخفاضاً يقارب 0.6%. وفي الولايات المتحدة، تراجعت العقود الآجلة لمؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500 بنسبة تتراوح بين 0.7% و0.9%، ما يعكس حالة توتر متزايد لدى المستثمرين. أما العملات الرقمية، وفي مقدمتها البيتكوين، فقد تكبدت خسائر حادة تجاوزت 5%، لتتعمق خسائرها الشهرية التي تعدت بالفعل 20%.

هذه التراجعات ليست مجرد تصحيح محدود، بل تمثل تحولاً بارزاً في المزاج العام للأسواق، التي بدأت تدرك أن مزيجاً من المخاطر الاقتصادية والمالية قد يدفعها نحو مسار أكثر تقلباً خلال الأسابيع المقبلة.

ما الذي يقود موجة العزوف عن المخاطرة؟

الأسواق اليوم أكثر حساسية لأي إشارة قد تعكس تباطؤاً في الاقتصاد العالمي أو تغيراً محتملاً في سياسات البنوك المركزية. ومن أبرز العوامل التي شكلت هذا المزاج السلبي:

تراجع أسهم التكنولوجيا والذكاء الصناعي
بعد أشهر من الارتفاعات القوية المدفوعة بزخم الذكاء الصناعي، باتت العديد من أسهم التكنولوجيا تبدو مبالغاً في تقييمها. تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة دفعهم لجني الأرباح من هذه الأسهم ذات المضاعفات المرتفعة.

انحسار التفاؤل بشأن قرارات البنوك المركزية
المستثمرون الذين كانوا يعولون على خفض وشيك لأسعار الفائدة، وجدوا أنفسهم أمام توقعات أكثر تشدداً، خصوصاً مع اقتراب اجتماعات بنوك كبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان.

الضبابية الاقتصادية
بيانات النمو والصناعة والتجارة العالمية لم تظهر بعد رسائل مطمئنة. وتباطؤ الاقتصاد في أوروبا والصين يعزز القلق بشأن الطلب العالمي.

الهروب من الأصول عالية المخاطر
العملات الرقمية كانت الأكثر تضرراً، إذ غالباً ما تكون أول من يتلقى ضربة عندما تميل الأسواق إلى الأمان. كما أن ارتباطها المتزايد بأداء أسهم التكنولوجيا يجعلها أكثر عرضة للتقلب.

تم نسخ الرابط