الأصول المرتبطة بالحرب تقفز بعد مبادرة السلام المدعومة أميركياً: انتعاش في الأصول الروسية وصعود سندات أوكرانيا

ومضة الاقتصادي

الأصول المرتبطة بالحرب تقفز بعد مبادرة السلام المدعومة أميركياً:انتعاش في الأصول الروسية وصعود سندات أوكرانيا

شهدت الأسواق خلال الأيام الأخيرة تحركات غير معتادة في فئة من الأصول عادة ما ترتبط بالتوترات الجيوسياسية. فعقب الإعلان عن مبادرة سلام جديدة مدعومة من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ارتفعت سندات أوكرانيا السيادية التي أُعيد هيكلتها في 2024 بنسبة تقارب 5–6%، بينما قفز صندوق مدرج في لندن يحتفظ بأسهم روسية مجمّدة بنحو 50%. كما حقق الروبل الروسي مكاسب تقارب 3% أمام الدولار واليورو.

هذا الارتفاع السريع يعكس آمال المستثمرين على انفراج محتمل في الأزمة التي أثرت على التجارة العالمية، أسعار الطاقة، وتدفقات رأس المال لقرابة ثلاث سنوات. إلا أن هذا المشهد يحمل في طياته الكثير من التعقيدات والمخاطر، خاصة في أصول تتأثر مباشرة بالسياسة وتغيّر التحالفات الدولية.

لماذا حدث هذا الارتفاع المفاجئ؟

وراء هذا الانتعاش ثلاثة عوامل رئيسية:

1. تفاؤل حذر بشأن خفض المخاطر الجيوسياسية

مبادرة السلام الأميركية أُنشئت لتقريب وجهات النظر بين كييف وموسكو عبر مقترحات تتعلق بضمانات أمنية وتمويل إعادة الإعمار. ومع أن الخطة ما تزال في مراحلها الأولية، إلا أن مجرد وجود ضغط دولي منظم نحو حل سياسي أطلق موجة تفاؤل محدودة في الأسواق.

2. احتمال تخفيف العقوبات: أو على الأقل وضوح أكبر

تشير بعض التحليلات إلى أن أي تقدم في المفاوضات قد يفتح الباب أمام إعادة تقييم العقوبات المفروضة على روسيا، سواء عبر تخفيف جزئي أو توضيح آليات استخدام الأصول الروسية المجمدة. هذا الاحتمال وحده كفيل بدفع المستثمرين للمراهنة المبكرة على “عصر ما بعد الحرب”.

3. المضاربات على تمويل إعادة الإعمار

هناك نقاشات دولية حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا. مثل هذه التطورات ترفع من قيمة الأصول المرتبطة بالطرفين الأصول الروسية المجمّدة، وسندات أوكرانيا التي قد تُضخ فيها أموال خارجية ضخمة.

هل هذا الارتفاع يعكس تحسنًا حقيقيًا؟

هنا يكمن السؤال الأكثر حساسية. فالأسواق تميل أحيانًا للمبالغة في ردود الفعل عندما تظهر بوادر انفراج سياسي. إلا أن الطريق نحو سلام مستدام ما يزال طويلًا، محفوفًا بعوامل يصعب التنبؤ بها: الخلافات الإقليمية، المواقف الداخلية في كل من روسيا وأوكرانيا، وضغوط الحلفاء الدوليين.

الهشاشة السياسية

رغم الدعم الأميركي، لا توجد ضمانات بأن الأطراف ستلتزم بالمفاوضات أو أن الخطة ستتجاوز العقبات القانونية والسيادية. أي تصريح سلبي أو هجوم ميداني قد يقلب المشهد رأسًا على عقب في غضون ساعات.

الغموض القانوني حول الأصول الروسية المجمدة

الأصول الروسية المجمّدة ما تزال محاصرة بنزاعات قانونية معقدة. أي قرار بإعادة تجميدها أو إعادة تقييمها قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للمستثمرين.

رد فعل الأسواق قد يكون مبالغًا فيه

الأسواق التي ترتبط بالنزاعات عادةً تشهد موجات حادة من المضاربات. وما نشهده الآن قد يكون مزيجًا من تفاؤل مؤقت و”ضغط شراء” من متعاملين يسعون للاستفادة من خبر سياسي قبل اتضاح الصورة.

تم نسخ الرابط