تعديل توقعات نمو الصين لعام 2025–2027 يدعم عملات آسيا التصديرية: قوة اليوان تربك استراتيجيات التحوط في أسواق الصرف

ومضة الاقتصادي

تعديل توقعات نمو الصين لعام 2025–2027 يدعم عملات آسيا التصديرية: قوة اليوان تربك استراتيجيات التحوط في أسواق الصرف

نادراً ما تحرك التقديرات الاقتصادية الأسواق بشكل فوري، لكن أحياناً يكون لمراجعة واحدة تأثير واضح يشير إلى تغيّر في الزخم. وهذا ما حدث بالضبط بعد قيام وكالة S&P Global برفع توقعاتها لنمو الناتج المحلي الصيني للأعوام 2025–2027، وهي مراجعة انعكست بسرعة على أسواق الصرف في آسيا وأعادت الثقة لاقتصادات المنطقة المعتمدة على التصدير. بالنسبة للمتداولين ومديري الخزينة وصنّاع السياسات عبر آسيا، لم يكن هذا التحديث مجرد تعديل رقمي بل تأكيد جديد على أن محرك الطلب الصيني، رغم تباطئه عن العقود السابقة، لا يزال مؤثراً بقوة.

ومع تحسن التوقعات، يستعد الطلب على التجارة والتسوية بالرينمينبي للارتفاع. ومع تعزيز اليوان لقوته، بدأت عملات مثل الين الياباني والروبية الإندونيسية تشعر بالضغط، ما أدى إلى موجة جديدة من التحوطات وإعادة موازنة المحافظ والتعديلات الاستراتيجية عبر المنطقة.

مراجعة توقعات لم تستطع الأسواق تجاهلها

تعكس مراجعة S&P Global صورة أكثر استقراراً للتعافي متوسط الأجل في الصين. فرغم استمرار التحديات الهيكلية من اضطرابات قطاع العقارات إلى الضغوط الديمغرافية يشير التعديل التصاعدي إلى أن إجراءات التحفيز وإعادة تموضع سلاسل التوريد تحقق نتائج أفضل مما كان متوقعاً. بدأ النشاط الصناعي يستقر، وأظهرت الصادرات قدرة على التحمّل، ويبدو الاستهلاك المحلي في مسار أكثر ثباتاً.

وتكمن أهمية ذلك في أن الصين ليست مجرد اقتصاد كبيربل محور جاذبية اقتصادي. فعندما تكون الصين أقوى، تميل التجارة الإقليمية للتعزيز، وتصبح واردات السلع أكثر اتساقاً، وتزداد قوة الطلب عبر سلاسل التوريد في دول الجوار. ولهذا اعتبر المستثمرون التوقعات الجديدة بمثابة دعم لسردية النمو الأوسع في آسيا خلال النصف الثاني من العقد.

قوة اليوان تضغط على عملات الدول التصديرية

من أبرز ردود الفعل المباشرة في السوق كان ارتفاع سعر اليوان. فالتوقعات الاقتصادية الأفضل تعني توقعات بتدفقات رأس مال أكثر استقراراً وربحية أعلى للشركات وهما عاملان يدعمان العملة.

ومع ارتفاع اليوان، بدأت التأثيرات تظهر سريعاً:

تراجع الين الياباني الذي يعاني بالفعل من ضغوط مسار أسعار الفائدة أمام الرينمينبي، ما صعّب موقف الشركات اليابانية المنافسة للمصنّعين الصينيين.

شعرت عملات مثل الروبية الإندونيسية والرينغيت الماليزي بانخفاض طفيف، مع تسعير الأسواق لاحتمال زيادة الطلب الصيني على الواردات إلى جانب تغيّر توازن المنافسة السعرية.

استجابت الشركات بتحفيز نشاط التحوط، فلجأت إلى عقود آجلة وخيارات ومقايضات عملات لحماية أرباحها من التقلبات المتوقعة.

موجة التحوط: لماذا ازدحمت مكاتب الخزينة فجأة؟

قوة اليوان سلاح ذو حدين. فالشركات الآسيوية التي تصدّر للصين تستفيد من ارتفاع قيمة إيراداتها، بينما ترتفع تكاليف تلك التي تعتمد على مكونات صينية.

تم نسخ الرابط