تحذير أوروبي: المركزي الأوروبي يدعو مصارف منطقة اليورو لتعزيز احتياطياتها من السيولة الدولارية
تحذير أوروبي: المركزي الأوروبي يدعو مصارف منطقة اليورو لتعزيز احتياطياتها من السيولة الدولارية
في ظل تقلبات حادة تشهدها أسواق العملات العالمية، وجّه البنك المركزي الأوروبي رسالة تحذيرية واضحة إلى المصارف العاملة داخل منطقة اليورو، داعيًا إياها إلى تعزيز احتياطياتها من السيولة المقومة بالدولار الأميركي تحسبًا لأي موجات مفاجئة من التذبذب أو اضطراب السيولة في أسواق التمويل العالمية.
التحذير جاء ضمن أحدث مراجعة للاستقرار المالي يصدرها المركزي الأوروبي، وهو تقرير نصف سنوي عادة ما يُقرأ بعناية من قبل المؤسسات المالية والمستثمرين على حد سواء، لأنه يكشف عن التقييم الرسمي للمخاطر التي قد تهدد النظام المصرفي الأوروبي.
لماذا الدولار؟
رغم أن عملة منطقة اليورو هي “اليورو”، إلا أن جزءًا كبيرًا من عمليات التمويل والاقتراض والاستثمار لدى المصارف الأوروبية يجري بالدولار. فالبنوك الكبرى في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا تمتلك حضورًا واسعًا في الأسواق الأميركية، وتتعامل مع شركات ومؤسسات تستخدم الدولار في معاملاتها. لهذا، فإن أي نقص مفاجئ في التمويل بالدولار ينعكس فورًا على قدرتها على الإقراض، وعلى سيولتها، وعلى استقرار عملياتها عبر الحدود.
المركزي الأوروبي أشار بوضوح إلى أن تقلبات الدولار المرتبطة بتغير توقعات السياسة النقدية الأميركية تضيف طبقة جديدة من المخاطر. فعندما تتبدل التوقعات بشأن أسعار الفائدة الأميركية سواء عبر بيانات اقتصادية غير متوقعة أو مواقف متشددة من الاحتياطي الفيدرالي يتأثر الدولار بسرعة، وتضطرب أسواق التمويل القصير الأجل، خصوصًا تلك المعتمدة على اتفاقيات تبادل العملات (FX swaps).
ما الذي يثير قلق البنك المركزي الأوروبي؟
التحذير الأخير يعكس مخاوف متزايدة من احتمال تعرض بعض المصارف الأوروبية لصدمات تمويلية إذا:
تراجعت سيولة الدولار في الأسواق العالمية فجأة
ارتفعت تكلفة الاقتراض بالدولار عبر أدوات التمويل القصير الأجل
واجهت البنوك صعوبة في تجديد قروضها بالدولار أو الحصول على التمويل البديل
ازدادت تقلبات أسواق العملات نتيجة عوامل جيوسياسية أو تصريحات مفاجئة من البنوك المركزية الكبرى
وفي سيناريو أكثر تعقيدًا، قد تتسع الأزمة لتطال أسواق الائتمان في أوروبا، مما قد يؤدي إلى تشديد الإقراض، وإلى تأثر الشركات التي تعتمد على التمويل عبر المصارف، بل وحتى إلى اضطرابات في بعض أسواق السندات.