القيمة السوقية للعملات الرقمية تتراجع دون ذروة 2024 والزخم المؤسسي يفقد قوّته
بالإضافة إلى ذلك، تواجه السوق مخاطر سيولة مرتفعة. فعندما تنخفض أحجام التداول، يمكن لأي حركة كبيرة سواء من “حيتان” السوق أو من صناديق تداول أن تضخم تقلبات الأسعار وتخلق انطباعاً خاطئاً لدى المتداولين الأفراد.
كما أن التراجع في الثقة بالسوق قد يجعل البعض يخرج من مراكزه عند أي خبر سلبي، ما يزيد من احتمالات حدوث موجات بيع سريعة.
كيف يتعامل المستثمرون والشركات مع هذا المشهد؟
بالنسبة للمستثمرين في العملات الرقمية، تعني المرحلة الحالية أن إدارة حجم المراكز والمخاطر أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. فبدلاً من الرهان الكلي على اتجاه صعودي، يلجأ الكثيرون الآن إلى وضع استراتيجيات تعتمد على:
تنويع المحافظ بين الأصول الكبرى (Bitcoin، Ethereum) والعملات المرتبطة بالمنصات.
تخفيف المراكز ذات المخاطر العالية أو العملات ذات السيولة الضعيفة.
الاعتماد على أوامر وقف الخسارة وإعادة التوازن الدوري.
أما الشركات العاملة في مجال المنتجات الرقمية وخاصة تلك التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين فعليها التخطيط لسيناريو “النمو البطيء لفترة طويلة”. فالافتراض بأن المستخدمين الجدد سيتدفقون بالملايين كل ربع سنة لم يعد واقعياً في الوقت الحالي.
المطلوب الآن هو التركيز على:
تحسين تجربة المستخدم.
بناء منتجات ذات قيمة حقيقية وليست مجرد اتجاه مؤقت.
تطوير نماذج أعمال مستدامة حتى في غياب نمو كبير في السوق.
ما الذي يجب مراقبته في الأسابيع القادمة؟
بما أن الزخم المؤسسي كان المحرك الأكبر للسوق في 2024، فإن أي عودة قوية له ستُعتبر علامة إيجابية. لذلك من المهم مراقبة:
1. تدفقات صناديق ETF الفورية والمؤسسات الاستثمارية
أي تغيّر كبير في هذه التدفقات سيكون بمثابة مؤشر مبكر لاتجاه السوق، سواء صعوداً أو هبوطاً.
2. بيانات السلسلة (On-chain) وخاصة نشاط الحيتان
تحركات المحافظ الكبيرة غالباً ما تسبق انعكاسات سعرية مهمة.
3. الإعلانات التنظيمية في الأسواق الكبرى
قرارات الولايات المتحدة، أوروبا، وسنغافورة على وجه الخصوص يمكن أن تعيد رسم مشهد السوق بالكامل.