موجة اقتراض ضخمة في قطاع التكنولوجيا تثير القلق: شركات كبرى تلجأ لسوق السندات لتمويل توسّع الذكاء الاصطناعي
موجة اقتراض ضخمة في قطاع التكنولوجيا تثير القلق: شركات كبرى تلجأ لسوق السندات لتمويل توسّع الذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا العالمية لبناء الجيل القادم من مراكز البيانات وتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، تشهد أسواق السندات واحدة من أكبر موجات الاقتراض في تاريخها الحديث. فبحسب تقارير، أقدمت شركات مثل غوغل (Alphabet) وأمازون وميتا ومايكروسوفت وأوراكل على إصدار سندات يتجاوز مجموعها 100 مليار دولار خلال عام 2025 أي ما يقارب ضعف إصدار العام الماضي.
هذه الطفرة التمويلية تعكس سباقاً محموماً لتشييد البنية التحتية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها، لكنها في الوقت ذاته ترفع إشارات تحذير واضحة حول الاستدامة المالية والضغوط الائتمانية التي قد تواجهها شركات التكنولوجيا إذا لم تتحقق العوائد المتوقعة.
لماذا كل هذا الاقتراض؟
هناك ثلاثة محركات رئيسية تقف وراء هذا الاندفاع غير المسبوق نحو الاستدانة:
تكاليف هائلة لتوسعة مراكز البيانات
فالذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج اللغات الضخمة، يحتاج إلى قدرات حوسبة جبارة تتطلب استثمارات رأسمالية ضخمة في الخوادم، الشرائح المتقدمة، الطاقة، والتبريد.
مزاج سوق مواتٍ للإصدارات الائتمانية
رغم الضبابية الاقتصادية، لا تزال شهية المستثمرين قوية تجاه السندات عالية الجودة التي تصدرها شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً في ظل بحث المستثمرين عن عوائد مستقرة.
تقييمات مرتفعة تدفع الشركات نحو الاستفادة من البيئة الحالية
مع بقاء أسهم شركات التكنولوجيا عند مستويات مرتفعة نسبياً، تفضّل العديد من الشركات تمويل التوسّع عبر الديون بدل إصدار أسهم جديدة قد تخفف من القيمة السوقية لمساهميها.
لكن هذا الاندفاع للاستدانة يطرح سؤالاً مهماً: ماذا لو لم تأتي عوائد الذكاء الاصطناعي بالسرعة والكثافة التي تتوقعها الشركات؟
القنابل الموقوتة: المخاطر التي قد تظهر إذا تباطأت عوائد الذكاء الاصطناعي
رغم الزخم الكبير المرافق للذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف متصاعدة من أن العوائد التجارية لمواكبة هذه الاستثمارات قد تستغرق وقتاً أطول مما تتوقعه الأسواق. ومن أبرز المخاطر:
ضغط على الهوامش الربحية
إذا لم تحقق التطبيقات التجارية للذكاء الاصطناعي نمواً سريعاً، ستواجه الشركات انخفاضاً في هوامش الربحية مقارنة بالنفقات الهائلة التي تتحملها.
ارتفاع نسب الدين إلى الأرباح
زيادة الاقتراض تعني ارتفاع مستويات الرفع المالي، ما يجعل تقييمات الشركات أكثر حساسية للتقلبات الاقتصادية أو التغير في توقعات الأرباح.
تزايد المخاطر الائتمانية
إذا خاب أمل المستثمرين في جدوى تلك الاستثمارات، قد تتسع فروقات عوائد السندات (credit spreads) وتتراجع شهية السوق تجاه إصدارات جديدة.
ارتباط وثيق بين المخاطر الائتمانية والمخاطر السهمية
في السابق، كان المستثمرون ينظرون إلى أسهم شركات التكنولوجيا بوصفها "قصة نمو" مستقلة عن مخاطر الديون. أما اليوم، فأي تدهور في ملاءة هذه الشركات الائتمانية سينعكس مباشرة على تقييماتها في سوق الأسهم.