شركة إيليسون الإعلامية العملاقة: باراماونت سكاي دانس تستعد لعرض استحواذ على وارنر براذرز ديسكفري

ومضة الاقتصادي

المقدمة

تشهد هوليوود تحركات كبرى قد تغيّر ملامح صناعة الإعلام. إذ تستعد باراماونت سكاي دانس، الكيان المندمج حديثًا بقيادة ديفيد إليسون والمدعوم ماليًا من والده لاري إليسون، لتقديم عرض استحواذ نقدي ضخم على وارنر براذرز ديسكفري (WBD). ورغم أن الصفقة لم تتأكد بعد، إلا أن مجرد انتشار الأخبار أحدث بالفعل ضجة كبيرة في عالم الإعلام.

لماذا يهم هذا الأمر؟ لأن الصفقة – إذا تمت – ستكون من أبرز عمليات الدمج والتحالف في السنوات الأخيرة، وقد تعيد رسم خريطة السيطرة على المحتوى المرئي، البث التدفقي، وأصول الإعلام التقليدي. وستؤثر في المنافسة على المشاهدين، في أسعار الاشتراكات، وحتى في طبيعة ما يُعرض على الشاشات.

الأطراف المعنية

باراماونت سكاي دانس

الكيان هو نتاج اندماج باراماونت غلوبال مع سكاي دانس ميديا في أغسطس 2025.

يقوده ديفيد إليسون، نجل مؤسس "أوراكل" لاري إليسون، مع دعم مالي كبير يتيح له الطموح لتوسيع نطاق الشركة وتحويلها إلى قوة كبرى في مجال الترفيه الرقمي والمحتوى.

وارنر براذرز ديسكفري (WBD)

تمتلك استوديوهات أفلام تاريخية، إضافة إلى HBO / HBO Max، شبكة CNN، وعدد واسع من القنوات الكابلية والإعلام العالمي.

أعلنت الشركة سابقًا عن خطة لإعادة الهيكلة بحلول منتصف 2026، لتقسيم نشاطها إلى كيانين: الأول يركز على الاستوديوهات والبث التدفقي، والثاني على الشبكات العالمية.

هيكل الصفقة المحتملة

تشير التسريبات إلى أن باراماونت سكاي دانس تسعى لتقديم عرض غالبًا نقدي بالكامل لشراء جميع أصول وارنر براذرز ديسكفري: من الاستوديوهات إلى المنصات التدفقيّة وصولًا إلى القنوات الكابلية.

التوقيت عنصر جوهري، إذ يبدو أن الهدف هو التحرك قبل أن يكتمل الانقسام المخطط للشركة، ما قد يمنح باراماونت سكاي دانس فرصة للسيطرة على الأصول قبل تفككها.

التأثيرات السوقية والمالية حتى الآن

أسهم وارنر براذرز ديسكفري قفزت بما يقارب 30–37% فور انتشار أخبار الصفقة.

أسهم باراماونت سكاي دانس ارتفعت أيضًا بنسبة 7–15% تقريبًا، ما يعكس تفاؤل المستثمرين بشأن إمكانات الاندماج.

أما من الناحية المالية:

تتحمل وارنر براذرز ديسكفري ديونًا مرتفعة تصل إلى نحو 30–35 مليار دولار، وهو ما يجعل أي صفقة استحواذ مكلفة وصعبة التمويل.

باراماونت سكاي دانس، رغم دعم عائلة إليسون، ستحتاج على الأرجح إلى تمويل إضافي ضخم من مؤسسات استثمارية وخاصة لإتمام الصفقة.

التحديات التنظيمية والمخاطر الأخرى

التدقيق الرقابي شبه مؤكد، فعملية دمج بهذا الحجم ستثير انتباه السلطات الأميركية لمكافحة الاحتكار.

قد تُطرح مخاوف تتعلق بتركّز القوة الإعلامية في أيدٍ قليلة، خاصة مع التداخل في الأصول مثل خدمات البث والقنوات الإخبارية.

المخاطر التشغيلية كبيرة، إذ أن دمج شركتين بهذا الحجم يتطلب تنسيقًا معقدًا على مستوى الثقافة المؤسسية، الأنظمة، والموظفين.

انعكاسات على المشهد الإعلامي

في حال نجاح الصفقة:

قوة جديدة في البث التدفقي: باندماج Paramount+ مع HBO Max، سيتكون كيان قادر على منافسة نتفليكس، ديزني، وأمازون بجدية أكبر.

استراتيجية محتوى أوسع: الجمع بين الاستوديوهات، المنصات، والقنوات يتيح فرصًا للتجميع والترويج المتبادل واستغلال حقوق الملكية الفكرية على نطاق أوسع.

تأثير على المستهلكين: قد يؤدي إلى تقليص عدد اللاعبين في السوق، ما قد يعني اشتراكات أقل ولكن أكبر، وربما تغييرات في الأسعار وتنوع المحتوى.

ما الذي يجب مراقبته لاحقًا؟

التأكد مما إذا كانت باراماونت سكاي دانس ستتقدم بالفعل بعرض رسمي أم ستكتفي بجسّ النبض.

رد فعل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة واحتمال فرض قيود أو رفض الصفقة.

مدى تأثير خطة انقسام وارنر براذرز ديسكفري المقررة عام 2026، وما إذا كانت الصفقة ستعرقلها أو تسبقها.

إمكانية دخول منافسين آخرين في السباق، مثل شركات التكنولوجيا الكبرى (أمازون أو آبل) التي سبق وظهرت إشاعات عن اهتمامها بالمجال.

الخاتمة

إنها خطوة جريئة تحمل وعودًا ضخمة ومخاطر جسيمة في آن واحد. فمن ناحية، قد يمنح الاستحواذ الجديد حجمًا غير مسبوق ومكتبة محتوى هائلة قادرة على مجابهة المنافسين. ومن ناحية أخرى، تواجه الصفقة تحديات مالية وتنظيمية وتشغيلية قد تُعقّد تنفيذها.

حتى لو لم تتم الصفقة، فإن مجرد طرحها يكشف عن شراسة المنافسة في "حروب البث" الحالية، حيث لم يعد البقاء ممكنًا دون موارد ضخمة وتوسّع استراتيجي. السنوات المقبلة ستحدد إلى أي مدى ستتغير خريطة الإعلام العالمي، لكن المؤكد أن هذا السباق لا يعرف التوقف.

آخر المستجدات (حتى منتصف سبتمبر 2025):

سهم وارنر براذرز ديسكفري أغلق عند نحو 18.87 دولارًا مرتفعًا بما يزيد على 28–30% منذ ظهور تقارير الاستحواذ.

أسهم باراماونت سكاي دانس واصلت الصعود هي الأخرى، ما يعكس حماسة الأسواق لاحتمال ولادة عملاق إعلامي جديد.

السباق بدأ بالفعل، والفائز قد يعيد رسم ملامح ما يشاهده الجمهور حول العالم وكيفية مشاهدته.

تم نسخ الرابط