دور صُنّاع السوق: الأساطير والواقع
٤. التعامل مع السوق بعقلانية وليس بالعاطفة
عندما يدرك المتداول أن “الذبذبة” ليست استهدافاً شخصياً، فإنه يصبح أكثر انضباطاً وأقل اندفاعاً.
أمثلة ودراسة حالة
مثال: حركة لاكتساح السيولة قبل استمرار الاتجاه
لنفترض أن زوج اليورو/دولار في اتجاه صاعد، ثم يهبط السعر فجأة أسفل قاع سابق حيث توجد أوامر وقف كثيرة، وبعد ذلك يستأنف الاتجاه الصاعد.
السبب:
احتاج المشاركون الكبار إلى سيولة شرائية، وتم توفيرها من خلال تفعيل أوامر الوقف (بيع) ومن دخول البائعين الجدد.
التفسير الخاطئ الشائع:
“السوق استهدفني.”
بينما الحقيقة أن هذا سلوك طبيعي مبني على آليات السيولة.
جدول مختصر للأسطورة مقابل الواقع:
الأسطورة: صانع السوق يتلاعب لسرقة أموال المتداولين.
الواقع: صانع السوق يحافظ على استقرار السوق.
الأسطورة: صانع السوق يتداول ضدك.
الواقع: هو يهتم بالسبريد والسيولة وليس بحسابك الشخصي.
الأسطورة: الذّيول دليل تلاعب.
الواقع: الذّيول غالباً تعكس بحثاً عن السيولة.
الأسطورة: صانع السوق يعرف مكان وقف خسارتي.
الواقع: يرى مناطق السيولة العامة وليس أوامرك الشخصية.
الأخطاء الشائعة وكيفية تجنبها
١. وضع وقف الخسارة قريباً من المستويات الواضحة
هذه المناطق غالباً مستهدفة لجمع السيولة.
الحل: ضع الوقف خلف مستويات منطقية، وخفّض حجم الصفقة بدلاً من تضييق الوقف.
٢. التداول في أوقات السيولة الضعيفة
الحركات تكون عشوائية.
الحل: التزم بجلسات التداول المهمة.
٣. الاعتقاد بأن كل حركة “تلاعب”
هذا يسبب تداولاً عاطفياً.
الحل: التركيز على البنية السوقية والطلب والعرض.
٤. تجاهل تكلفة السبريد
الحل: اختيار أدوات وبروكرات ذات سبريد منخفض.
٥. المبالغة في تقدير قوة صانع السوق
الحل: فهم أنه لا يحدد الاتجاه طويل المدى وإنما يتعامل مع السيولة.
الخاتمة: تحويل المعرفة إلى قوة تداولية
فهم دور صانع السوق يغيّر نظرة المتداول كلياً. لم يعد يرى السوق كعدو يطارده، بل كمنظومة سيولة واضحة. تتلاشى الأساطير ويحل محلها فهم منطقي:
صانع السوق يوفر الاستقرار.
حركات جمع السيولة ليست تهديداً بل فرصة.
السوق يعمل وفق قواعد واضحة، وليس وفق مؤامرات.
عندما تطبق هذه المفاهيم ستشهد تحسناً ملحوظاً في دقتك وثقتك.
المعرفة هي أقوى أداة لدى المتداول. استخدمها جيداً، وكن من المتداولين الذين يفهمون كيف تعمل الأسواق فعلياً، لتتقدم بثبات نحو النجاح.