السلع والملاذات الآمنة تتماسك رغم اضطرابات الأسواق: توازن هش بين المخاطر والتوقعات

ومضة الاقتصادي

السلع والملاذات الآمنة تتماسك رغم اضطرابات الأسواق: توازن هش بين المخاطر والتوقعات

في الوقت الذي واصلت فيه الأسواق العالمية تقلباتها الحادة نتيجة الضبابية الاقتصادية وتراجع شهية المخاطرة، برزت السلع والملاذات الآمنة كعنصر استقرار نسبي، إذ حافظت أسعار النفط والذهب على ثبات ملحوظ دون تسجيل ارتفاعات كبيرة أو هبوط عنيف. هذا السلوك المتوازن يعكس حالة ترقّب تحكم المستثمرين، الذين وجدوا أنفسهم بين مخاوف النمو العالمي من جهة، والتضخم وعدم اليقين الجيوسياسي من جهة أخرى.

ورغم الضغوط التي تتعرض لها الأسهم العالمية، فإن عدم انهيار أسعار السلع أو الذهب يشير إلى أن الأسواق لا تزال تبحث عن نقطة توازن مؤقتة، حتى وإن كان هذا التوازن هشًا وقابلاً للاهتزاز عند أول مفاجأة اقتصادية.

لماذا تتماسك السلع رغم تراجع شهية المخاطرة؟

يبدو أن المستثمرين يحاولون تحقيق نوع من التوازن بين عاملين متناقضين: المخاوف من تباطؤ النمو والضغوط التضخمية المستمرة. فعلى الرغم من أن التباطؤ عادةً ما يسحب أسعار السلع نحو الأسفل، إلا أن استمرار الضغوط على جانب العرض يمنع الأسعار من الهبوط الحاد.

الذهب، من جهته، يستفيد من دوره التقليدي كملاذ آمن ومخزن للقيمة. ومع تذبذب عوائد السندات وغياب صورة واضحة عن مسار السياسة النقدية، وجد المستثمرون فيه ملاذًا نسبيًا دون التوجه لعمليات شراء مكثفة، مما حافظ على حالة "الاستقرار الهادئ".

مزيج من العوامل يحكم حركة الذهب

الذهب عادةً ما يتحرك بحساسية تجاه عوائد السندات الحقيقية وتوقعات الفائدة. وفي ظل غياب إشارات حاسمة من البنوك المركزية، خصوصًا الفيدرالي الأميركي، بقي الذهب في منطقة توازن. فهو لا يجد دعماً كبيرًا يرفعه بقوة، لكنه في الوقت نفسه لا يواجه ضغوطًا كافية لدفعه نحو الهبوط.

القلق بشأن النمو العالمي يمنح الذهب بعض الدعم، بينما عدم انهيار الأسواق يحد من صعوده. هذه الوضعية تجعل الذهب في حالة "انتظار"، حيث يتحرك المستثمرون بحذر وينتظرون بيانات وإشارات أكثر وضوحًا لتحديد الاتجاه.

النفط: ثبات مشوب بالحذر وسط شكوك حول الطلب

أما النفط، فقد بقي مستقرًا دون تسجيل اختراقات صعودية، رغم العوامل التي عادةً ما تدفعه للارتفاع، مثل اضطرابات الإمدادات أو انخفاض المخزونات. السبب؟ الشكوك المتزايدة حول قوة الطلب العالمي تجعل المستثمرين غير مقتنعين بأن الأسعار قادرة على تحقيق ارتفاع قوي ومستدام في الوقت الحالي.

حتى الآن، يبدو أن ضعف توقعات الطلب يوازن أي مخاطر تتعلق بالعرض. لكن هذا التوازن هش للغاية، وقد يتغير بسرعة إذا حدثت مفاجآت على أحد الجانبين.

تم نسخ الرابط