الأسهم العالمية بقيادة التكنولوجيا تُظهر أداءً متبايناً وسط تحديات في إنترنت الأشياء والتقنيات المالية

ومضة الاقتصادي

الأسهم العالمية بقيادة التكنولوجيا تُظهر أداءً متبايناً وسط تحديات في إنترنت الأشياء والتقنيات المالية

شهدت الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة أداءً متبايناً تقوده أسهم التكنولوجيا، إذ ارتفع عدد من المؤشرات العالمية فيما ظل البعض الآخر تحت ضغط التوترات السياسية والاقتصادية الإقليمية. فقد أشار تقرير من صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مؤشر STOXX Europe 600 الأوروبي بلغ مستوى قياسياً جديداً، مدعوماً بمكاسب في أسهم التكنولوجيا والشركات الصناعية الكبرى، في حين تراجعت الأسهم البريطانية وسط حالة من الغموض السياسي الداخلي.

هذا التباين يعكس مرحلة دقيقة تمر بها الأسواق العالمية: فبينما تتغذى بعض القطاعات على زخم الابتكار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT)، تواجه أخرى صعوبات في التكيف مع بيئة اقتصادية أكثر حذراً وتغيرات سريعة في السياسات النقدية.

محركات الأداء: انتقائية في النمو وثقة محدودة

تعزى المكاسب في الأسواق الأوروبية والعالمية بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسهم الشركات ذات الجودة العالية أي تلك التي تمتلك نماذج أعمال مستقرة وميزانيات قوية وقدرة على التكيف مع تغيرات السوق. في المقابل، واجهت القطاعات الحساسة للسياسة المحلية، مثل القطاع المالي البريطاني، ضغوطاً ناجمة عن عدم اليقين السياسي وتباطؤ النمو الاقتصادي المحلي.

كما ساهمت أسهم التكنولوجيا الكبرى في دعم المؤشرات العالمية، لا سيما الشركات العاملة في مجالات البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الصناعي. ومع ذلك، فإن قطاعات فرعية مثل التقنيات المالية (Val-tech) وإنترنت الأشياء تواجه عراقيل تتمثل في تباطؤ الاستثمارات والمنافسة الحادة، إضافة إلى مخاوف بشأن التنظيم الحكومي وحماية البيانات.

المخاطر والتحديات: السياسة أولاً

تُعد المخاطر السياسية الإقليمية من أبرز العوامل التي تؤثر حالياً في معنويات المستثمرين، خصوصاً في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. فالخلافات السياسية الداخلية وتغير السياسات الضريبية والمالية قد تؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق المحلية، حتى مع تحسن الأداء في باقي القارة.

كما أن الاعتماد المفرط على أسهم التكنولوجيا والنمو يثير مخاوف بعض المستثمرين من التركيز المفرط (Overconcentration)، إذ إن أي تراجع مفاجئ في تقييمات شركات التكنولوجيا الكبرى يمكن أن يؤثر في المؤشرات العالمية بشكل غير متناسب.

وتبقى المخاطر الجيوسياسية، مثل توترات سلاسل الإمداد أو النزاعات التجارية، عوامل ضغط مستمرة. كما أن أي مفاجأة في السياسات النقدية مثل تأخير خفض أسعار الفائدة أو عودة الضغوط التضخمية قد تُضعف ثقة المستثمرين وتعيد التقلبات إلى الأسواق.

تم نسخ الرابط