الأسواق التقنية والناشئة تتصدر المكاسب بعد عودة شهية المخاطرة

ومضة الاقتصادي

الأسواق التقنية والناشئة تتصدر المكاسب بعد عودة شهية المخاطرة 

في موجة تفاؤل جديدة عمّت الأسواق العالمية خلال اليومين الماضيين، قادت الأسهم التقنية والأسواق الناشئة الصعود، مدفوعة بتحسن شهية المخاطرة وعودة المستثمرين إلى الأصول عالية النمو بعد فترة من الحذر السياسي والاقتصادي. فمع اقتراب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتراجع القلق من تباطؤ عالمي حاد، وجدت الأسواق في هذا التطور ذريعة قوية للانتعاش، خصوصًا في آسيا وأوروبا حيث التقطت المؤشرات أنفاسها بعد أسابيع من التقلبات.

ووفقًا لتقارير، ارتفع مؤشر كوسبي (KOSPI) في كوريا الجنوبية بنحو 3%، فيما صعد مؤشر نيكاي (Nikkei) الياباني بنحو 1.3%، كما سجلت الأسواق الأوروبية مكاسب قوية بقيادة أسهم التكنولوجيا والطاقة. هذا الأداء يعكس عودة واضحة للمستثمرين إلى القطاعات ذات المخاطر المرتفعة والتي كانت تحت الضغط في الأسابيع الماضية.

عودة الثقة إلى قطاع التكنولوجيا

يبدو أن قطاع التكنولوجيا هو النجم الأبرز في هذا التعافي، إذ عاد ليقود الارتفاعات بفضل تراجع المخاوف المتعلقة بالسياسات الحكومية الأمريكية واستقرار العوائد في سوق السندات. فقد شهدت أسهم الشركات الكبرى في آسيا من شركات الرقائق الإلكترونية إلى شركات الإنترنت والذكاء الاصطناعي طلبًا متزايدًا من المستثمرين الدوليين الذين رأوا في هذا القطاع فرصة لإعادة بناء مراكزهم الاستثمارية.

وفي الولايات المتحدة، تحسنت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك مدفوعة بتوقعات متفائلة قبل موسم نتائج الشركات الكبرى. ويعتقد محللون أن أي بيانات إيجابية من عمالقة التكنولوجيا ستعزز موجة التفاؤل الحالية وتعيد الزخم إلى الأسهم التي قادت النمو العالمي في السنوات الأخيرة.

كما ساهمت التطورات في الصين في رفع المعنويات، إذ أشارت مؤشرات أولية إلى تحسن طفيف في الإنتاج الصناعي والتجارة الخارجية، ما أعطى دفعة إضافية للأسواق الناشئة المرتبطة بالدورة الاقتصادية الآسيوية.

الأسواق الناشئة تستفيد من التحول العالمي

على صعيد أوسع، شهدت الأسواق الناشئة تدفقات رأسمالية جديدة بعد فترة طويلة من الخروج، مستفيدة من تراجع القلق السياسي في الولايات المتحدة ومن ارتفاع الإقبال على المخاطر. فالمستثمرون الذين خفّضوا تعرضهم لهذه الأسواق خلال الأسابيع الماضية بدأوا يعيدون النظر، خاصة مع تحسن قيمة العملات المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع الأولية.

وحققت مؤشرات الأسهم في بلدان مثل الهند وإندونيسيا وتايوان مكاسب ملحوظة، مدعومة بارتفاع الطلب على أسهم التكنولوجيا والبنوك والطاقة. كما ساهمت أسعار النفط المرتفعة نسبيًا في تعزيز جاذبية هذه الأسواق، نظرًا لاعتماد العديد منها على صادرات السلع الأساسية.

التحديات ما زالت قائمة

ورغم الارتفاعات القوية، يحذر الخبراء من أن هذا الزخم قد لا يدوم طويلاً ما لم تؤكد نتائج الشركات والبيانات الاقتصادية الاتجاه الإيجابي الحالي. فالتفاؤل السائد يعتمد بشكل كبير على التوقعات أكثر من الحقائق الملموسة.

تم نسخ الرابط