الذهب يستقر قرب مستوى 4,000 دولار مع تجدد المخاوف بشأن النمو العالمي

ومضة الاقتصادي

الذهب كعنصر توازن في المحافظ الاستثمارية

رغم هذه المخاطر، لا يزال الذهب يحظى بمكانة قوية في المحافظ الاستثمارية العالمية، خصوصًا بين مديري الأصول الذين يسعون إلى تحقيق توازن بين العائد والمخاطرة.
ففي ظل التقلبات التي تشهدها الأسهم والعملات المشفرة، وارتفاع مستويات الدين العام، يبقى الذهب وسيلة فعالة للتحوّط ضد التضخم، وتقلبات العملة، وحتى الاضطرابات الجيوسياسية.

ويؤكد محللو بلومبرغ أن المستثمرين باتوا أكثر ميلاً إلى الاحتفاظ بمراكز طويلة الأجل في الذهب بدلًا من التداول قصير الأجل، خصوصًا مع دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة "نمو بطيء لكن مستمر"، ما يجعل العوائد من الأصول الأخرى أقل إغراءً.

دور السياسات النقدية في تحديد المسار القادم

يرتبط المسار المستقبلي للذهب ارتباطًا وثيقًا بما ستعلنه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعاته المقبلة، خاصة بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة.
فإذا قرر الفيدرالي التريث أو أبدى لهجة أكثر تشددًا، فقد يدفع ذلك العوائد الحقيقية إلى الارتفاع مجددًا، ما قد يحدّ من صعود الذهب.
أما في حال إشارة البنك المركزي إلى اقتراب دورة التيسير النقدي، فقد نشهد موجة صعود جديدة تتجاوز حاجز 4,100 دولار.

كما يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم الأميركية المقبلة (CPI)، التي ستشكل اختبارًا مهمًا لتوقعات السوق، بالإضافة إلى التحركات في العوائد الحقيقية وطلب التجزئة في الصين والهند خلال موسم الشتاء.

نظرة تكتيكية: الفرص والتهدئة

من الناحية الفنية، يرى بعض المحللين أن أي تراجع نحو نطاق 3,950–3,970 دولارًا قد يمثل فرصة شراء تكتيكية للمتعاملين الباحثين عن الدخول بأسعار أفضل، طالما استمر الاتجاه الصاعد الرئيسي دون كسر دعم 3,900 دولار.
أما في المدى المتوسط، فالمستوى النفسي 4,000 دولار يظل منطقة محورية ستحدد مسار الأسعار بين سيناريو الاستقرار وسيناريو التصحيح.

وفي المقابل، فإن تجاوز المقاومة عند 4,050 دولارًا سيُعتبر إشارة على تجدد الزخم الصعودي وعودة المشترين بقوة، مدعومين بتزايد مخاوف النمو وتراجع شهية المخاطرة في أسواق الأسهم.

خلاصة الصورة

يبدو أن الذهب يعيش مرحلة من الهدوء النسبي قبل العاصفة.
ففي حين أن المخاوف الاقتصادية والطلب الآسيوي يدعمان الأسعار، فإن قوة الدولار ومفاجآت السياسة النقدية يمكن أن تعيد التقلبات سريعًا إلى المشهد.

لكن على المدى الأطول، يظل المعدن الأصفر مكوّنًا أساسيًا لأي محفظة استثمارية متوازنة، بفضل دوره الدفاعي ومرونته في مواجهة الدورات الاقتصادية.
وفي عالم تتغير فيه التوقعات بسرعة، يواصل الذهب إثبات مكانته التاريخية كـ أصل موثوق في زمن اللايقين.

تم نسخ الرابط