أسرار حجم الصفقة: لماذا تؤدي الصفقات الصغيرة إلى بناء حسابات كبيرة
أمثلة ودراسة حالة: قصة متداولين
لنفترض مثالًا مبسطًا لتوضيح تأثير إدارة حجم الصفقة.
المتداول (أ): المخاطر المبالغ فيها
رصيد الحساب: 10,000 دولار
يخاطر بـ10% في كل صفقة (1,000 دولار)
خسر ثلاث صفقات متتالية → انخفض رصيده إلى 7,291 دولار
(10,000 × 0.9 × 0.9 × 0.9 = 7,291)
النتيجة: يحتاج المتداول (أ) إلى ربح 37% فقط للعودة إلى نقطة التعادل!
المتداول (ب): مدير المخاطر الذكي
رصيد الحساب: 10,000 دولار
يخاطر بـ1% في كل صفقة (100 دولار)
خسر ثلاث صفقات متتالية → انخفض رصيده إلى 9,703 دولار
(10,000 × 0.99³ = 9,703)
النتيجة: يحتاج إلى ربح 3% فقط لاستعادة رصيده.
هنا يظهر الفارق الواضح: المتداول (ب) يحتفظ برأسماله وهدوئه النفسي، بينما المتداول (أ) يستنزف حسابه بسرعة.
الأخطاء الشائعة وكيفية تجنبها
1. المخاطرة بحجم ثابت بدلًا من نسبة ثابتة
تكرار نفس حجم الصفقة دون مراعاة تغير الرصيد يؤدي إلى خلل في إدارة المخاطر.
الحل: احسب المخاطرة كنسبة من الرصيد دائمًا.
2. تحريك وقف الخسارة لتفادي الخسارة
تحريك الوقف يزيد من حجم المخاطرة الفعلية.
الحل: التزم بوقف الخسارة ولا تغيّره بعد فتح الصفقة.
3. مضاعفة الصفقات الخاسرة
زيادة حجم الصفقة في صفقات خاسرة (أسلوب المارتينجال) يؤدي غالبًا إلى خسائر ضخمة.
الحل: لا تضاعف الصفقات بعد الخسارة، بل خفّض حجم المخاطرة.
4. تجاهل الترابط بين الأصول
فتح صفقات متعددة على أصول مترابطة (مثل EUR/USD وGBP/USD) يضاعف المخاطرة.
الحل: راقب إجمالي المخاطر عبر كل الصفقات.
5. الثقة الزائدة بعد تحقيق أرباح
زيادة حجم الصفقات بعد سلسلة من الأرباح قد تؤدي إلى خسائر سريعة.
الحل: حافظ على نفس النسبة من المخاطرة دائمًا.
أفضل الممارسات والنصائح
1. فكّر بالنسب لا بالأرقام
تحديد المخاطرة بالنسبة المئوية يجعل استراتيجيتك قابلة للتطور مع نمو الحساب.
2. استخدم آلة حاسبة لحجم الصفقة
الأدوات التلقائية تساعدك على الدقة وتقلل الأخطاء الحسابية.
3. خفّض المخاطرة أثناء فترات التراجع
عندما تتعرض لسلسلة خسائر، خفّض نسبة المخاطرة إلى 0.5–1% حتى تستعيد التوازن.
4. اربط حجم الصفقة بجودة الفرصة
ليس كل إعداد يستحق نفس حجم المخاطرة:
فرص عالية الثقة → حتى 2%
فرص متوسطة → 1%
فرص تجريبية → 0.5%
5. راقب أداءك بانتظام
سجّل كل صفقة وحلل العلاقة بين حجمها ونتيجتها، لتكتشف نمط أدائك.
6. تبنَّ عقلية “الربح الصغير المتكرر”
المتداولون المحترفون يدركون أن الأرباح الصغيرة المنتظمة تتراكم لتُحدث فارقًا كبيرًا بمرور الوقت.
الخاتمة: صفقات صغيرة... مستقبل كبير
إتقان إدارة حجم الصفقة يحوّل التداول من مغامرة عشوائية إلى عمل منظم.
فكلما كانت صفقاتك أصغر وأكثر انضباطًا، كانت مخاطرتك أقل واستمراريتك أطول.
تذكّر أن التداول يشبه الإبحار: الأمواج (الأسواق) لا يمكن التنبؤ بها، لكن حجم شراعك (الصفقة) هو ما يحدد إن كنت ستتوازن أم ستنقلب.