ارتفاع الذهب إلى 3,986 دولارًا للأوقية مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة

ومضة الاقتصادي

ارتفاع الذهب إلى 3,986 دولارًا للأوقية مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة

ارتفعت أسعار الذهب العالمية إلى 3,986.88 دولارًا للأوقية في تداولات السادس من نوفمبر، مسجلةً ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.17% عن اليوم السابق.
ويمثل هذا السعر أعلى مستوى للذهب منذ بداية العام، مع ارتفاع سنوي يُقدّر بنحو 47%، ما يؤكد استمرار المعدن الأصفر في مساره الصاعد كأحد أكثر الأصول جذبًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

عودة قوية للذهب بدعم من التوقعات بخفض الفائدة

تأتي هذه القفزة في الأسعار مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة العالمية خلال العام المقبل، بعد فترة طويلة من التشديد النقدي الذي تبنته البنوك المركزية الكبرى.
ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة عادةً إلى تعزيز جاذبية الذهب، كونه أصلًا لا يدرّ عائدًا ثابتًا، لكنه يُعد وسيلة فعّالة للتحوط ضد التضخم وضعف العملات الورقية.

ويرى المحللون أن المستثمرين بدأوا يعيدون موازنة محافظهم الاستثمارية نحو الأصول الآمنة، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، فضلًا عن تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى.

العوامل الدافعة وراء صعود الذهب

يشير الخبراء إلى مجموعة من المحركات الرئيسية وراء ارتفاع الذهب في الآونة الأخيرة:

التوقعات المتزايدة بخفض الفائدة الأمريكية خلال النصف الأول من عام 2025.

تراجع الدولار الأمريكي إلى ما دون مستوى 100 نقطة في مؤشر DXY، مما يجعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جذبًا لحائزي العملات الأخرى.

الطلب القوي من البنوك المركزية التي تواصل شراء الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع الاحتياطي النقدي.

تزايد المخاوف الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

هذه العوامل مجتمعةً خلقت بيئة داعمة لمواصلة المعدن الأصفر مساره الصعودي، وسط توقعات بأن يقترب من مستوى 4,000 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الاتجاهات الحالية.

مخاطر محتملة قد تحدّ من الارتفاع

ورغم الزخم الإيجابي، إلا أن هناك عوامل قد تحدّ من استمرار الصعود القوي للذهب.
ففي حال شهدت الأسواق ارتفاعًا جديدًا في عوائد السندات الأمريكية الحقيقية، فقد يفقد الذهب بعضًا من جاذبيته، نظرًا لأن الأصول ذات العائد الثابت تصبح أكثر إغراءً للمستثمرين.

كما أن تحسن شهية المخاطرة في الأسواق المالية، سواء نتيجة استقرار جيوسياسي أو بيانات اقتصادية قوية، قد يدفع بعض المستثمرين إلى التحوّل من الذهب إلى الأسهم أو غيرها من الأصول ذات العائد المرتفع.

إضافةً إلى ذلك، فإن الارتفاع الحاد في الأسعار يجعل المستثمرين أكثر حذرًا، إذ أن الدخول عند مستويات مرتفعة دون محفزات جديدة قد يزيد من احتمالية حدوث تصحيحات سعرية مؤقتة.

تم نسخ الرابط