استقرار أسعار البيتكوين رغم تراجع الأسواق العالمية: مزيج غريب من المخاطر
استقرار أسعار البيتكوين رغم تراجع الأسواق العالمية: مزيج غريب من المخاطر
في وقت تتراجع فيه أسواق الأسهم العالمية تحت ضغط جني الأرباح والتقلبات الاقتصادية، شهدت العملات الرقمية بقيادة البيتكوين أداءً مفاجئاً ومستقراً. فقد ارتفع سعر البيتكوين بنحو 1.5% خلال الساعات الماضية، ليتداول في نطاق يتراوح بين 107,000 و109,000 دولار، بينما كانت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا تتراجع بفعل ضغوط السوق العالمية.
هذه الحركة الاستثنائية أعادت طرح السؤال القديم: هل يمكن اعتبار البيتكوين حقاً ملاذاً آمناً في فترات اضطراب الأسواق، أم أن ما نشهده مجرد مصادفة مؤقتة؟
الملاذ الرقمي في زمن الاضطراب
على مدى السنوات الماضية، كانت العلاقة بين البيتكوين والأسواق التقليدية معقدة ومتغيرة. ففي بعض الفترات، كانت العملة تتحرك بالتوازي مع الأسهم، مما يشير إلى سلوك "مخاطر عالية"، بينما في أوقات أخرى كانت تتحرك عكسها، كما يحدث الآن.
ويرى محللون أن ما يجري حالياً يعكس تحولاً في سلوك المستثمرين الكبار، إذ بدأت بعض الصناديق المؤسسية تستخدم البيتكوين كأداة تحوط ضد تراجع الأسواق، خصوصاً في ظل تباطؤ السيولة في الأصول التقليدية.
ووفقاً لتقارير، فإن تدفقات الأموال الخارجة من أسواق الأسهم الأميركية تحولت جزئياً إلى البيتكوين، باعتباره مخزناً بديلاً للقيمة، خاصة مع ازدياد القلق بشأن أداء الاقتصاد العالمي.
تدفقات متقلبة وتحركات غير تقليدية
رغم هذا الهدوء النسبي، يؤكد المحللون أن الاستقرار الظاهري في سعر البيتكوين يمكن أن يكون خادعاً. فالتقلبات المرتبطة بتداول الصناديق المتداولة (ETFs) لا تزال تشكل عاملاً مهماً في تحركات السوق.
فمع ازدياد شهية المستثمرين تجاه المنتجات المالية المرتبطة بالعملات الرقمية، أصبحت تدفقات الصناديق الكبرى قادرة على تضخيم تقلبات الأسعار خلال فترات قصيرة. وإذا ما تراجعت شهية المخاطرة فجأة، فإن هذه التدفقات يمكن أن تنقلب بسرعة، مما يؤدي إلى تصحيحات حادة.
ويحذر خبراء من أن العلاقة بين البيتكوين وبقية الأصول يمكن أن تنقلب في أي لحظة. ففي حين يعتبره البعض اليوم ملاذاً آمناً، قد يعود ليصبح أداة مضاربة عالية المخاطر بمجرد تحسن شهية السوق للأسهم.