أسواق العملات المشفّرة تتباين وأداء العملات البديلة يتبع المزاج الإيجابي في آسيا
أسواق العملات المشفّرة تتباين وأداء العملات البديلة يتبع المزاج الإيجابي في آسيا
شهدت أسواق العملات المشفّرة حركة متباينة في بداية الأسبوع، حيث حافظت العملات الكبرى مثل البيتكوين والإيثريوم على استقرار نسبي، بينما أظهرت العملات البديلة (Altcoins) أداءً أفضل مع تحسّن شهية المخاطرة في آسيا. فقد انعكست المكاسب القوية في الأسهم الآسيوية، خصوصاً بعد أنباء إيجابية حول الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وهدوء التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، على الأسواق الرقمية، ما أعاد بعض النشاط إلى المتداولين الباحثين عن المخاطرة.
شهية المخاطرة تعود عبر آسيا
خلال جلسات التداول الآسيوية، ساهم المزاج الإيجابي في الأسواق التقليدية في تحريك تدفقات جديدة نحو بعض العملات البديلة ذات السيولة العالية. ارتفاع مؤشرات مثل Kospi وHang Seng بنسبة تقارب 1% عزّز الشعور العام بأن الأسواق تستعيد بعض توازنها بعد فترات من التقلب. هذا التفاؤل انعكس سريعاً على سوق الكريبتو، حيث يميل المستثمرون في آسيا إلى التحرك أسرع في فترات الزخم الإيجابي، خاصة عبر بورصات مثل Binance وOKX وUpbit.
في المقابل، بقيت البيتكوين والإيثريوم مستقرتين نسبياً، إذ يتعامل المستثمرون الكبار بحذر بانتظار إشارات أوضح من الأسواق الأميركية والأوروبية. ومع ذلك، فإن هذه الحركة "المختلطة" بين استقرار الكبار وصعود بعض العملات الأصغر تعكس التوازن الدقيق بين التدفقات المؤسسية الطويلة الأجل وتداولات التجزئة قصيرة الأجل التي تغذي موجات الصعود في العملات البديلة.
ما وراء التحركات: الذكاء الاصطناعي والتجارة العالمية
يرى محللون أن التفاؤل المتجدد حول الذكاء الاصطناعي لعب دوراً رئيسياً في دعم معنويات المستثمرين في الأسواق الرقمية. مشاريع العملات المشفّرة التي تركز على تقنيات الحوسبة اللامركزية أو البنية التحتية للذكاء الاصطناعي شهدت ارتفاعات تفوق المتوسط، إذ يربط المتداولون مستقبلها بتوسع هذا القطاع عالمياً.
إلى جانب ذلك، فإن الإشارات إلى هدوء مؤقت في التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة أضافت بعداً إيجابياً آخر، إذ خففت المخاوف من تراجع السيولة أو فرض قيود جديدة على التكنولوجيا. ومع أن هذه الهدنة لا تزال هشة، إلا أنها ساعدت في تحسين المزاج العام للأسواق، ما انعكس في تحركات العملات المشفّرة خلال الجلسات الآسيوية.
المخاطر لا تزال قائمة
ورغم عودة النشاط، تبقى مخاطر التقلب والانعكاس حاضرة بقوة. فالسوق يشهد منذ أشهر ظاهرة "التدوير" بين العملات؛ أي انتقال السيولة من البيتكوين إلى العملات البديلة عندما تتحسّن الشهية، ثم عودتها سريعاً إلى البيتكوين عند أول إشارة ضعف أو ضغط ماكروي. هذا السلوك يجعل أداء العملات البديلة مرتبطاً بشدة بالمزاج العام أكثر من أي وقت مضى.