أسبوع الأرباح والبنوك المركزية في أوروبا يحدد ملامح توزيع الاستثمارات للربع الرابع
أسبوع الأرباح والبنوك المركزية في أوروبا يحدد ملامح توزيع الاستثمارات للربع الرابع
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى الأسواق الأوروبية التي تستعد لمزيج حساس من نتائج الشركات الكبرى وقرارات البنوك المركزية، في مشهد قد يرسم خريطة توزيع الاستثمارات خلال الربع الأخير من العام.
ومع ترقب المستثمرين لقرار بنك إنجلترا المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، وتوالي إعلانات الأرباح من شركات كبرى في قطاعات الطاقة والسلع الاستهلاكية والمالية، تبدو الأسواق في حالة ترقّب دقيقة بين التفاؤل الحذر ومخاوف تباطؤ النمو.
وفي بداية الأسبوع، سجل كل من اليورو والجنيه الإسترليني تراجعاً طفيفاً أمام الدولار الأميركي الذي واصل قوته ليصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وهو ما يعكس استمرار الفجوة في السياسات النقدية بين أوروبا والولايات المتحدة.
تباين بين تراجع التضخم وضعف النمو
الاقتصاد الأوروبي يقف حالياً عند مفترق طرق. فمن جهة، بدأت معدلات التضخم بالانحسار تدريجياً لتقترب من المستويات المستهدفة من قبل البنك المركزي الأوروبي، وهو ما يفتح الباب أمام الحديث عن دورة استقرار أو حتى تخفيف مستقبلي للسياسة النقدية.
لكن من جهة أخرى، تظهر مؤشرات النمو تباطؤاً واضحاً في الطلب المحلي وفي أنشطة الشركات، خصوصاً في المملكة المتحدة حيث بدأ المستهلكون يقلصون الإنفاق تحت ضغط الأسعار المرتفعة وتكاليف الاقتراض.
هذا التناقض جعل المستثمرين يتعاملون بحذر مع الأسواق، فبينما يتفاءل البعض بإمكانية تحقيق هبوط ناعم للاقتصاد الأوروبي، يرى آخرون أن أي تراجع إضافي في الطلب قد يترجم إلى انكماش فعلي خلال الأشهر المقبلة.
الدولار القوي يعيد توزيع الأوراق
أحد العوامل البارزة في المشهد الحالي هو قوة الدولار الأميركي التي تسببت في ضغوط على العملات الأوروبية وعلى أرباح الشركات ذات الإيرادات غير المقومة بالدولار.
وفي المقابل، تستفيد بعض الشركات متعددة الجنسيات من هذا الوضع، إذ ترتفع قيمة أرباحها عند تحويلها إلى اليورو أو الجنيه الإسترليني، ما يجعل التحوط من تقلبات العملات جزءاً أساسياً من استراتيجيات المستثمرين خلال هذا الربع.
ويرى محللون أن هذا الواقع يدفع المستثمرين إلى تفضيل الأسهم الدفاعية ذات التدفقات النقدية القوية، مثل قطاعات الرعاية الصحية والاستهلاك الأساسي والمرافق، مقابل تقليص الانكشاف على القطاعات الحساسة لأسعار الفائدة مثل العقارات والتكنولوجيا ذات التقييمات العالية.
أرباح الشركات في الواجهة
يترقب المستثمرون هذا الأسبوع سلسلة من إعلانات الأرباح من شركات عملاقة في قطاعات الطاقة والمال والصناعة، وهي بيانات ستساهم في رسم ملامح الأداء الاقتصادي للمنطقة.
فنتائج الشركات الكبرى تُعد اختباراً مهماً لمدى قدرة أوروبا على تجاوز التحديات العالمية، خصوصاً مع تراجع الطلب من الصين وارتفاع تكاليف الإنتاج.