الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من حماس الذكاء الاصطناعي وهدنة التجارة رغم ضعف مؤشرات مديري المشتريات

ومضة الاقتصادي

الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من حماس الذكاء الاصطناعي وهدنة التجارة رغم ضعف مؤشرات مديري المشتريات

سجلت الأسواق الآسيوية بداية أسبوع إيجابية، مدفوعة بموجة تفاؤل جديدة حول الذكاء الاصطناعي وإشارات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد ارتفع مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 0.63%، بينما سجل مؤشر كوسبي الكوري مستوى قياسياً جديداً، وصعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1%.
ورغم هذه المكاسب، لا تزال الصورة الاقتصادية الأساسية في المنطقة هشة، حيث أظهرت بيانات مؤشرات مديري المشتريات استمرار ضعف النشاط الصناعي وتراجع الطلب على الصادرات.

تفاؤل مدفوع بالذكاء الاصطناعي وهدوء تجاري نسبي

شهدت الأسواق دفعة قوية بعد تزايد التوقعات بتقارب اقتصادي بين واشنطن وبكين، إذ أظهرت التقارير أن الجانبين يدرسان خفض بعض التعريفات الجمركية المتبادلة في خطوة تهدف إلى تهدئة الأسواق وتعزيز التجارة الثنائية. هذه الإشارات، وإن كانت أولية، بعثت الأمل بعودة تدريجية للتوازن التجاري العالمي الذي تأثر بشدة خلال السنوات الماضية.

في الوقت ذاته، استمر الزخم القوي في الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث ضخ المستثمرون مزيداً من الأموال في شركات أشباه الموصلات والحوسبة السحابية والبنية التحتية الرقمية.
وقد انعكست هذه الحماسة في الأداء القوي لأسهم شركات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة، ما ساعد المؤشرات الإقليمية على تحقيق مكاسب جماعية رغم ضعف البيانات الاقتصادية.

الدولار القوي يفرض توازناً دقيقاً

على الجانب النقدي، ظل الدولار الأميركي قوياً بعد تراجع احتمالات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما وضع ضغوطاً نسبية على العملات الآسيوية.
هذا الارتفاع في الدولار أدى إلى تشديد الأوضاع المالية في العديد من الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد على التمويل الخارجي، حيث ترتفع تكلفة الاقتراض وتقل جاذبية الأصول المحلية. ومع ذلك، استفادت الأسواق من ثقة المستثمرين العالميين الذين يتعاملون مع آسيا كمركز رئيسي لنمو الشركات المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

التحديات باقية رغم الزخم

ورغم التحسن في المزاج العام، لا تزال التحديات الهيكلية قائمة. فالعديد من الاقتصادات الآسيوية، مثل كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا، تعتمد بشكل كبير على الطلب الخارجي في قطاع الصناعات التحويلية.
لكن الطلب على الصادرات ما زال ضعيفاً، مع استمرار الشركات العالمية في تقليص المخزونات وتأجيل الطلبات الجديدة وسط تباطؤ النمو في أوروبا والولايات المتحدة.

كما أن هدنة التجارة بين واشنطن وبكين ما زالت هشة. فالتاريخ الحديث أثبت أن أي تقارب مؤقت يمكن أن يتبدد بسرعة مع تغير الخطاب السياسي أو ظهور خلافات جديدة حول التكنولوجيا أو الأمن القومي. ولذلك، يرى المحللون أن المستثمرين يجب أن يتعاملوا مع هذه الهدنة بحذر، وأن يبنوا قراراتهم على أساس واقعي لا عاطفي.

تم نسخ الرابط