استقرار عملة بيتكوين بعد اضطرابات أكتوبر: تصفيات المشتقات تحدد ملامح الشهر

ومضة الاقتصادي

إشارات إيجابية على المدى القريب

على الجانب الإيجابي، يرى العديد من المحللين أن التصفيات الضخمة في أكتوبر قد تركت السوق في وضع "أنظف" و أكثر استقرارًا من الناحية الهيكلية. فمع خروج المضاربين المفرطين، أصبحت مراكز المستثمرين أكثر توازنًا، و هو ما قد يمهّد الطريق لفترة من الهدوء و ربما صعود تدريجي خلال نوفمبر.

و يشير بعض الخبراء إلى أن ثبات الأسعار حول مستويات الدعم الحالية قد يعزز ثقة المستثمرين الأفراد والمؤسسات، خصوصًا مع تزايد الحديث عن تدفقات محتملة إلى صناديق الـETF الخاصة بالبيتكوين في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

دلالات للمستثمرين

تُعد هذه المرحلة مناسبة لإعادة تقييم مراكز الاستثمار في الأصول الرقمية بعيدًا عن المضاربة قصيرة الأجل. فبعد تصفية جزء كبير من المراكز الخطرة، يبدو السوق أقرب إلى نقطة توازن، مما يمنح المستثمرين الكبار فرصة لإعادة الدخول بمخاطر محسوبة.

ومع تزايد الاهتمام المؤسسي بالأصول المشفرة، خاصة في ظل التحركات التنظيمية نحو الوضوح في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد نموًا أكثر نضجًا للسوق، بعيدًا عن الاضطرابات الحادة التي ميزت السنوات الماضية.

ما الذي يجب مراقبته بعد ذلك؟

ينصح المحللون بمتابعة مؤشرات معدلات التمويل (Funding Rates) وحجم المراكز المفتوحة (Open Interest) في أسواق العقود الآجلة، كونها تقدم إشارات مبكرة على تراكم المراكز الممولة بالرافعة. كما تُعد تدفقات صناديق الـETF الخاصة بالبيتكوين مؤشرًا مهمًا على حجم الاهتمام المؤسسي، و قد تكون عاملًا رئيسيًا في تحديد اتجاه السوق خلال الأسابيع المقبلة.

في المجمل، يمكن القول إن شهر أكتوبر، رغم اضطراباته، أسس لمرحلة جديدة من الهدوء النسبي والاستقرار الهيكلي في سوق العملات الرقمية. وبعد أشهر من التحركات العنيفة، يبدو أن بيتكوين تدخل الآن مرحلة أكثر نضجًا وتوازنًا، بانتظار محفزات جديدة تحدد اتجاهها في نهاية العام.

تم نسخ الرابط