النفط يستقر مع تفاؤل تجاري وتراجع المخزونات الأمريكية: خام برنت في منتصف الستينيات
عوامل الدعم والمخاطر في التوازن
من جانب الدعم، تواصل سياسات التيسير النقدي من جانب البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تقديم دفعة لأسواق السلع عبر تحفيز النمو والإنفاق الصناعي. كما أن تراجع الدولار الأمريكي يسهم في زيادة الطلب الخارجي على النفط المقوم بالدولار.
أما من جانب المخاطر، فلا تزال الشكوك تحيط بالطلب العالمي في ظل تباطؤ التصنيع في أوروبا وآسيا. كذلك تبقى التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق المنتجة عاملاً يمكن أن يؤثر فجأة في الإمدادات والأسعار على حد سواء.
ويحذر محللون من أن أي تصعيد في النزاعات الإقليمية أو عودة الضغوط على الصين قد يؤدي إلى انعكاس سريع في الاتجاه السعري.
انعكاسات على قطاعات الطاقة
في ظل هذا الاستقرار، تُظهر الأسواق أداءً متباينًا بين شركات التكرير (Refiners) وشركات الاستكشاف والإنتاج (E&Ps). ففي حين تستفيد شركات التكرير من هوامش ربح قوية نتيجة انخفاض أسعار الخام نسبياً، تواجه شركات الإنتاج ضغوطاً على هوامشها التشغيلية، خصوصًا في الحقول ذات التكلفة العالية.
كما أن استمرار الأسعار في نطاق الستين دولارًا قد يدفع بعض المنتجين في أمريكا الشمالية إلى تأجيل مشاريع جديدة أو خفض النفقات الرأسمالية في 2026، انتظارًا لوضوح اتجاه السوق بعد اجتماع أوبك+.
ما الذي يراقبه المستثمرون لاحقاً؟
تتركز المتابعة الآن على إشارات الحصص الإنتاجية من أوبك+، ونتائج تقارير إدارة معلومات الطاقة (EIA) الأسبوعية حول المخزونات الأمريكية، بالإضافة إلى تحركات الفوارق الزمنية (Time Spreads) التي تعكس توقعات التوازن المستقبلي في السوق.
كما يترقب المتعاملون أي بيانات اقتصادية من الصين والولايات المتحدة قد تعطي إشارات إضافية حول الطلب الصناعي العالمي، وهو العامل الحاسم في تحديد الاتجاه القادم للأسعار.
خلاصة: توازن هش بين التفاؤل والواقع
يمكن القول إن سوق النفط يعيش مرحلة توازن دقيق بين عوامل الدعم قصيرة الأجل والمخاطر الاقتصادية بعيدة المدى. فالتفاؤل التجاري وتراجع المخزونات يمنحان الأسعار أساسًا مستقرًا، لكن النمو البطيء والمخاطر الجيوسياسية يحدان من أي اندفاع صعودي قوي.
وعليه، يُرجح أن يبقى النفط في نطاق تداول يتراوح بين 60 و67 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة، إلى أن تتضح معالم السياسة الإنتاجية لأوبك+ ومسار الطلب العالمي.