النفط يتراجع بفعل زيادة المخزونات الأمريكية وتراجع المخاوف الجيوسياسية
النفط يتراجع بفعل زيادة المخزونات الأمريكية وتراجع المخاوف الجيوسياسية
سجلت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً خلال تداولات منتصف الأسبوع، مع زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية وتراجع مستويات القلق في الأسواق العالمية بشأن الإمدادات، ما أدى إلى انحسار علاوة المخاطر على الأسعار بعد أسابيع من التقلبات.
ووفقاً لبيانات أولية، تراجعت أسعار خام برنت والخام الأمريكي بنسب تراوحت بين 0.5% و0.8%، مدفوعة بتقارير أظهرت ارتفاعاً غير متوقع في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى وفرة مؤقتة في الإمدادات بالسوق المحلي الأمريكي.
زيادة المخزونات الأمريكية تضغط على الأسعار
أفادت مصادر في قطاع الطاقة بأن بيانات معهد البترول الأمريكي أظهرت ارتفاع مخزونات الخام خلال الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع، في إشارة إلى تباطؤ الطلب المحلي على الوقود مع اقتراب فصل الشتاء واعتدال درجات الحرارة.
هذا الارتفاع المفاجئ في المخزونات دفع المستثمرين إلى إعادة تسعير التوقعات قصيرة الأجل، خصوصاً بعد أن كانت الأسواق قد شهدت موجة من الارتفاعات في الأسابيع الماضية مدفوعة بمخاوف نقص الإمدادات. ومع انحسار تلك المخاوف مؤقتاً، عادت الأسعار إلى مستويات أكثر توازناً.
تراجع التوترات الجيوسياسية وتوقعات الإمداد
إلى جانب العوامل الأساسية، ساهم هدوء الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة في تخفيف المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط، ما أضاف مزيداً من الضغط على الأسعار الفورية للعقود الآجلة.
ويقول محللون إن الأسواق بدأت تتفاعل مع إشارات تهدئة في المشهد الإقليمي، وهو ما خفف من احتمالات تعطل الصادرات أو ارتفاع تكاليف النقل. في المقابل، ما زالت التوقعات بشأن الطلب العالمي تتأرجح بين مؤشرات تباطؤ اقتصادي في بعض الاقتصادات المتقدمة وتحسن تدريجي في الطلب الآسيوي.
تأثير مباشر على القطاعات الصناعية والخدمية
هبوط أسعار النفط انعكس إيجاباً على القطاعات المستفيدة من انخفاض تكلفة الطاقة، مثل شركات الطيران، والكيماويات، والصناعات التحويلية، التي تعتمد بشكل كبير على النفط ومشتقاته كمدخلات إنتاجية أساسية.
ويرى محللون أن أي استقرار في الأسعار عند مستويات معتدلة قد يساعد هذه القطاعات على تحسين هوامش الأرباح في الربع الرابع من العام، خصوصاً في ظل تباطؤ معدلات التضخم وتراجع تكاليف النقل.
