استقرار العملات المشفرة قبيل قرار الفيدرالي الأسواق تراقب لهجة الدولار والسيولة
مخاطر محتملة في السوق
رغم استقرار الأسعار، يحذر المتابعون من تراكم المراكز الرافعة (Leverage) في السوق، والتي قد تؤدي إلى موجات تصفية حادة (Liquidation) في حال حدوث أي مفاجأة من الفيدرالي أو تحركات مفاجئة في الدولار. كما أن سيطرة عدد محدود من البورصات على أحجام التداول تزيد من مخاطر السيولة المركزة، ما يجعل أي اضطراب في إحدى المنصات قادراً على تحريك السوق بأكمله.
ويرى محللون أن أي نغمة متشددة من باول قد تتسبب في انخفاض سريع للعملات الرقمية، لا سيما مع استعداد المتداولين لجني الأرباح بعد فترة من الاستقرار النسبي. وعلى الجانب الآخر، فإن لهجة أكثر مرونة قد تطلق موجة ارتفاع سريعة مدفوعة بتصفية المراكز القصيرة.
دلالات حركة الخيارات والمؤشرات الفنية
في سوق المشتقات، تشير البيانات الخاصة بانحراف خيارات البيتكوين والإيثريوم (Options Skew) إلى أن المتداولين يتجهون إلى التحوط من الهبوط أكثر من الرهان على الصعود، ما يعكس حذراً واضحاً قبيل اجتماع الفيدرالي. ومع ذلك، فإن الانخفاض في أحجام التداول الفعلية يدل على أن المستثمرين ينتظرون الحدث قبل إعادة تموضعهم.
من الناحية الفنية، تُظهر الرسوم البيانية أن البيتكوين يتحرك في نطاق يتراوح بين 66,000 و68,500 دولار، بينما يتداول الإيثريوم حول مستوى 2,900 دولار. ويُعتبر اختراق هذه المستويات صعوداً أو هبوطاً مؤشراً على اتجاه السوق في الأيام التالية للقرار.
ما الذي يجب مراقبته بعد الفيدرالي
بعد إعلان القرار، ستراقب الأسواق بدقة جلسة الأسئلة والأجوبة مع جيروم باول، إذ إن أي تلميحات حول وتيرة خفض الفائدة أو نظرة الفيدرالي للتضخم ستحدد اتجاه الدولار، وبالتالي اتجاه الأصول الرقمية. كما ستُتابع مؤشرات التقلب (Volatility) وسلوك الأسعار في الدقائق الأولى بعد الإعلان، وهي عادة فترة تشهد تحركات سريعة وغير متوقعة.
كذلك، سيراقب المستثمرون أسهم شركات التعدين (Miners) والعملات المرتبطة بالمنصات مثل BNB وOKB، باعتبارها أكثر حساسية لتغيرات السيولة وحركة أسعار البيتكوين.
الخلاصة
تعيش سوق العملات المشفرة هدوءاً مشوباً بالحذر مع انتظار لحظة الحسم من الاحتياطي الفيدرالي. وفي حين أن خفض الفائدة قد ينعش السيولة ويمنح الأصول الرقمية دفعة قصيرة الأجل، إلا أن اللهجة المصاحبة للقرار ستكون العامل الحاسم في تحديد اتجاه السوق.
ففي عالم تتقاطع فيه السياسة النقدية مع الابتكار المالي، يبقى تفاعل البيتكوين والإيثريوم مع الدولار هو البوصلة الرئيسية لتقييم المزاج الاستثماري العالمي. وحتى ذلك الحين، تبقى الأسواق في وضع الانتظار، مترقبة كلمة الفيدرالي التي قد تحرك الموازين بين الهدوء والاستقرار أو الانطلاق نحو موجة جديدة من التقلبات.