الدولار يرتفع قبل قرار الفيدرالي والأسترالي يقفز بسبب التضخم والين يحافظ على استقراره
مخاطر محتملة على الأسواق الناشئة
ارتفاع الدولار يثير دائماً مخاوف بين اقتصادات الأسواق الناشئة، التي تعتمد على التمويل الخارجي المقوّم بالدولار. ففي حال تبنّى الفيدرالي لهجة أكثر تشدداً، فقد تواجه هذه الاقتصادات تشديداً في الأوضاع المالية وارتفاعاً في تكاليف خدمة الديون.
كما أن قوة الدولار تضغط على العملات المحلية للدول المستوردة للسلع الأساسية، مما يزيد من كلفة الواردات ويؤثر على مستويات التضخم المحلية. ولهذا السبب، ينصح المحللون الشركات المستوردة في الأسواق الناشئة بـ تعزيز التحوط من تقلبات الدولار خلال الأسابيع المقبلة، خاصة تلك التي تعتمد على واردات الطاقة أو المواد الخام.
التأثير الأوسع على التجارة والسلع
قوة الدولار عادة ما تؤثر أيضاً على أسواق السلع العالمية، حيث يؤدي ارتفاعه إلى تراجع أسعار النفط والمعادن المقومة بالدولار. ومع تزايد الرهانات على خفض الفائدة في الولايات المتحدة، فإن أي مفاجأة من الفيدرالي سواء بتأجيل الخفض أو بتصريحات تميل للتشدد قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار السلع والعملات معاً.
ويشير بعض المحللين إلى أن الأسواق أصبحت شديدة الحساسية لتغير لهجة الفيدرالي، خاصة بعد أن تراجعت التوقعات الاقتصادية في أوروبا وآسيا، وأصبح النمو العالمي يعتمد بدرجة أكبر على السياسات النقدية الأمريكية لتحديد اتجاهات السيولة والتدفقات الاستثمارية.
ما الذي يجب مراقبته بعد القرار
تركز الأنظار الآن على بيان الفيدرالي ومؤتمر جيروم باول الصحفي، حيث ستسعى الأسواق لاستخلاص أي إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة. كما ستتم مراقبة تطورات البيانات الاقتصادية الأسترالية في الأسابيع المقبلة، بالإضافة إلى أي تعليقات جديدة من بنك اليابان بشأن سياسته النقدية.
وفي ظل التباين بين السياسات النقدية العالمية مع اتجاه بعض البنوك نحو التيسير وأخرى نحو التشديد يبدو أن المرحلة المقبلة في سوق العملات ستتسم بتقلبات عالية وانتقائية في الاتجاهات، ما يجعل إدارة المخاطر والتحوط أكثر أهمية من أي وقت مضى.
الخلاصة
قبل ساعات من قرار الفيدرالي، يتحرك الدولار بخطى ثابتة، مدعوماً بتفاؤل حذر، بينما يكتسب الدولار الأسترالي زخماً بفعل التضخم، ويستمر الين في موقع الانتظار لما بعد التحول المحتمل في السياسة اليابانية.
وفي عالم يزداد ترابطاً بين السياسات النقدية والاقتصادات، تبقى كلمة باول الليلة هي الحدث الأبرز الذي سيحدد اتجاه الأسواق للأيام القادمة — بين استمرار الهدوء الحذر أو انطلاق موجة جديدة من التحركات الحادة عبر العملات العالمية.