سوق العملات المشفرة يواصل الارتفاع مع اقتراب بيتكوين من 125 ألف دولار وتزايد تراكم المحافظ المؤسسية

ومضة الاقتصادي

سوق العملات المشفرة يواصل الارتفاع مع اقتراب بيتكوين من 125 ألف دولار وتزايد تراكم المحافظ المؤسسية

يشهد سوق العملات المشفرة منذ مطلع الربع الرابع من عام 2025 موجة صعود قوية قادتها عملة بيتكوين، التي تقترب من حاجز 125 ألف دولار أمريكي للمرة الأولى في تاريخها. وترافق هذا الأداء مع نشاط متزايد في عمليات التراكم على السلسلة (On-Chain Accumulation) من قبل المحافظ الكبيرة، خصوصاً المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار، في إشارة إلى ثقة متزايدة في مستقبل السوق.

أداء لافت يقوده التفاؤل الموسمي والمؤسسات

يُطلق مجتمع العملات الرقمية على شهر أكتوبر اسم “Uptober”، في إشارة إلى الأداء الإيجابي التاريخي للأسواق خلال هذا الشهر.
وفي عام 2025، بدا هذا النمط واضحاً؛ إذ ارتفعت بيتكوين من مستويات تقارب 105 آلاف دولار إلى أكثر من 110 آلاف، ثم واصلت الصعود لتقترب من الهدف النفسي البالغ 125 ألف دولار.

يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل مترابطة:

تدفق استثمارات مؤسسية كبيرة عبر صناديق التداول (ETFs) التي شهدت طلباً قياسياً.

تراجع قيمة الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، مما عزز الإقبال على الأصول البديلة.

تزايد المخاوف التضخمية عالمياً، ما جعل المستثمرين يبحثون عن أدوات تحوط خارج النظام المالي التقليدي.

وتُظهر بيانات السلسلة أن المحافظ التي تمتلك أكثر من 1,000 بيتكوين (والمعروفة باسم “الحيتان”) واصلت زيادة حيازاتها بشكل منتظم منذ أغسطس الماضي، في حين تقلصت المعروضات المتداولة في البورصات إلى أدنى مستوى منذ عام 2021، ما يشير إلى توجه نحو الاحتفاظ طويل الأجل (HODL).

ثقة متنامية من المؤسسات الكبرى

شهدت الأسابيع الأخيرة موجة دخول جديدة من المؤسسات المالية، بما في ذلك صناديق استثمار وشركات تأمين وبنوك تقليدية بدأت بتخصيص نسب صغيرة من محافظها لبيتكوين وأصول رقمية أخرى.
ويعتبر المحللون هذا التحول مؤشراً على أن العملات المشفرة باتت تترسخ كأصل مالي رئيسي بعد سنوات من التردد التنظيمي.

كما أن اعتماد منتجات مالية جديدة (مثل الصناديق الفورية للبيتكوين والإيثيريوم في الولايات المتحدة وأوروبا) أسهم في توسيع قاعدة المستثمرين، مما زاد من سيولة السوق وعمّق ثقة المؤسسات في بنيته.

دعم ماكرو اقتصادي وبيئة محفزة

من الناحية الاقتصادية، ساعدت بيئة السياسة النقدية العالمية على تعزيز هذا الاتجاه الصاعد.
فمع تراجع توقعات رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا، بدأ المستثمرون يعودون إلى الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات الرقمية.
كذلك، فإن ضعف الدولار الأمريكي خلال الربع الأخير من العام وفّر زخماً إضافياً للبيتكوين، التي تتحرك تاريخياً بعلاقة عكسية مع العملة الخضراء.

كما أن القلق من تباطؤ النمو العالمي وعودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين جعل العديد من المستثمرين يبحثون عن أصول يمكن أن تعمل كـ “ملاذ رقمي” في مواجهة عدم الاستقرار الجيوسياسي والمالي.

تم نسخ الرابط