ارتفاع الأسهم مع تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتحسن طفيف في الأرباح

ومضة الاقتصادي

ارتفاع الأسهم مع تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتحسن طفيف في الأرباح

شهدت الأسواق الآسيوية في 27 أكتوبر 2025 موجة صعود قوية، مدفوعة بتقارير تفيد بوجود انفراجة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين حول العالم. وفي الوقت ذاته، أنهت المؤشرات الأمريكية الرئيسية جلساتها على ارتفاعات محدودة، بعد أن استوعب المستثمرون أخبار الأرباح الإيجابية وتطورات المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

بوادر اتفاق تجاري تعيد الثقة للأسواق

أفادت مصادر رسمية بأن مسؤولين من واشنطن وبكين أجروا محادثات حول إطار محتمل لاتفاق تجاري جديد يهدف إلى تجنب تصعيد إضافي في الرسوم الجمركية. هذه الأنباء، رغم عدم تأكيدها رسمياً حتى الآن، كانت كافية لإحياء التفاؤل في الأسواق العالمية التي عانت لأشهر من تقلبات بسبب التوترات التجارية المستمرة.

هذا التطور دفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الأسهم، لا سيما في القطاعات الحساسة للتجارة مثل الصناعات والتكنولوجيا وأشباه الموصلات. كما استفادت العملات الآسيوية من ضعف الدولار الأمريكي، بينما شهدت السلع الأساسية بعض التعافي مع تحسن المعنويات الاقتصادية.

أرباح الشركات تدعم المزاج الإيجابي

في الوقت نفسه، ساهم موسم الأرباح في منح الأسواق دفعة إضافية. فقد جاءت نتائج العديد من الشركات الكبرى أفضل من المتوقع، مما عزز الثقة بأن أرباح الشركات لا تزال صامدة رغم البيئة الاقتصادية المتقلبة.

ومع ذلك، فإن هذه النتائج الإيجابية لم تكن شاملة؛ فبعض الشركات الصناعية والتقنية أصدرت تحذيرات بشأن تباطؤ الطلب في النصف الأول من عام 2026. لكن الصورة العامة لا تزال إيجابية بما يكفي لدعم فكرة أن الاقتصاد العالمي، رغم هشاشته، لا يتجه نحو ركود وشيك.

ضعف الدولار يعزز الإقبال على المخاطرة

من بين العوامل التي ساعدت في انتعاش الأسواق كان تراجع الدولار الأمريكي، والذي جعل الأصول المقومة بالدولار – مثل الأسهم والمعادن – أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. كما أدى تحسن "شهية المخاطرة" إلى تحولات في المحافظ الاستثمارية نحو الأصول عالية العائد، مع تراجع الإقبال على السندات الحكومية والملاذات الآمنة مثل الذهب.

مخاطر كامنة رغم التفاؤل

ورغم الانتعاش الملحوظ، فإن التحسن في المعنويات لا يزال هشاً. فالاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين ما زال في مرحلة المباحثات الأولية، وأي تعثر في المفاوضات قد يؤدي إلى انقلاب سريع في المزاج العام. كما أن تقييمات الأسهم العالمية وصلت إلى مستويات مرتفعة، ما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات حادة في حال ورود أخبار سلبية.

علاوة على ذلك، فإن موسم الأرباح قد يكون بلغ ذروته، ومعظم الشركات الكبرى تم تسعيرها بالفعل على أساس أداء مثالي. هذا يعني أن أي خيبة أمل مستقبلية – سواء في الأرباح أو التوقعات – يمكن أن تقود إلى تصحيح قوي في الأسعار.

تم نسخ الرابط