أسعار النفط تتراجع وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتحذيرات من فائض المعروض في 2026
أسعار النفط تتراجع وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتحذيرات من فائض المعروض في 2026
شهدت أسواق النفط العالمية موجة هبوط خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت عقود برنت للخام 61.05 دولارًا للبرميل، بينما بلغ سعر عقود WTI الأمريكية 57.33 دولارًا للبرميل يوم 20 أكتوبر 2025. ويأتي هذا التراجع في سياق تزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي على النفط نتيجة استمرار التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بالإضافة إلى تحذيرات صادرة عن منظمات الطاقة الدولية حول احتمال فائض المعروض في 2026.
وفي سبتمبر، أظهرت البيانات انخفاض تدفقات التخزين في الصين إلى 570 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ 1.01 مليون برميل يوميًا في أغسطس، وهو ما يعكس تباطؤًا ملحوظًا في الطلب من أكبر مستهلك للنفط في العالم. وتؤكد هذه الأرقام أن الأسواق تواجه تحديًا مزدوجًا بين ضعف الطلب وتزايد المعروض، مما يضع ضغوطًا على الأسعار العالمية.
العوامل الأساسية وراء انخفاض الأسعار
1. التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
تجدد النزاع التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين يزيد من عدم اليقين الاقتصادي، ويؤثر مباشرة على توقعات الطلب على الطاقة. الشركات الصينية المستوردة للنفط والمصانع الكبرى قد تعيد النظر في استراتيجيات الاستهلاك وسط مخاطر تعريفات أو قيود على الصادرات.
2. مخاطر فائض المعروض العالمي
تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة (IEA) إلى أن الإنتاج العالمي للنفط مرتفع بشكل ملحوظ، ويُتوقع أن يتجاوز الطلب في 2026، ما قد يؤدي إلى فائض في المعروض يضغط على الأسعار ويزيد من التقلبات السوقية.
3. تراجع واردات الصين من النفط الخام
انخفاض تدفقات التخزين والمستودعات في الصين يُظهر تراجع الطلب، ويعكس ضعف النشاط الصناعي والاقتصادي في أكبر مستهلك للنفط. هذه المعطيات تؤثر بشكل مباشر على توقعات السوق العالمية.
4. تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
النمو الاقتصادي البطيء، لا سيما في الأسواق الكبرى، يقلل من الطلب على الطاقة. استمرار هذه الوتيرة قد يفرض تحديات أكبر على سوق النفط ويضغط على الأسعار لفترة ممتدة.
المخاطر والتحديات المستقبلية
1. مخاطر الطلب المستمر
إذا استمر التباطؤ الاقتصادي أو تصاعدت النزاعات التجارية، فإن الطلب على النفط قد ينخفض أكثر، مما يزيد من ضغوط الأسعار ويجعل السوق أكثر هشاشة.
2. مخاطر العرض
ارتفاع الإنتاج العالمي أو عدم قدرة OPEC+ على ضبط المعروض بما يتناسب مع الطلب الفعلي قد يؤدي إلى زيادة فائض المعروض، وبالتالي استمرار انخفاض الأسعار أو حدوث تراجع حاد.