الذهب يسجل مستويات قياسية تتجاوز 4,300 دولار للأونصة وسط اضطرابات الأسواق العالمية

ومضة الاقتصادي

الذهب يسجل مستويات قياسية تتجاوز 4,300 دولار للأونصة وسط اضطرابات الأسواق العالمية

في مشهد يعكس تزايد القلق في الأسواق المالية العالمية، ارتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، متجاوزًا حاجز 4,300 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه. يأتي هذا الصعود القوي في وقتٍ تتعرض فيه الأصول عالية المخاطر من الأسهم إلى العملات الرقمية لضغوط حادة، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الملاذات الآمنة بحثًا عن الاستقرار.

وبحسب تقارير، فإن الطلب على الذهب ارتفع عالميًا نتيجة مزيج من التوترات الجيوسياسية، والتقلبات الاقتصادية، وتغيرات توقعات أسعار الفائدة، ما جعل المعدن النفيس الوجهة الأولى لرؤوس الأموال القلقة.

لماذا يقفز الذهب بهذا الشكل؟

هناك ثلاثة محركات رئيسية وراء هذه الموجة الصاعدة القوية:

تراجع العوائد الحقيقية وتوقعات خفض الفائدة
مع تزايد التوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تتجه نحو خفض أسعار الفائدة في 2026، انخفضت العوائد الحقيقية على السندات الحكومية إلى مستويات متدنية. هذا الأمر قلّل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدرّ عوائد لكنه يحافظ على القيمة في أوقات التراجع الاقتصادي.

الضغوط التضخمية واستمرار المخاطر الماكرو اقتصادية
لا تزال معدلات التضخم العالمية مرتفعة مقارنة بالمستويات التاريخية، فيما تتزايد المخاوف من ركود تضخمي في بعض الاقتصادات الكبرى. هذه البيئة تجعل الذهب خيارًا مثاليًا للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية وضعف العملات الورقية.

التحولات الجيوسياسية وتنامي الطلب الدفاعي
في ظل تصاعد التوترات في شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، بدأ المستثمرون والمؤسسات السيادية بزيادة حيازاتهم من الذهب كوسيلة لحماية أصولهم من المخاطر الجيوسياسية المحتملة. وقد ساهمت عمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية في دعم الأسعار فوق مستوياتها السابقة.

الذهب يتفوّق على العملات الرقمية والأسهم

بينما يواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية، تشهد العملات الرقمية والأسهم العالمية موجة تصحيح قوية. فقد تراجع البيتكوين نحو مستوى 100 ألف دولار، في حين هبطت مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية بأكثر من 3% خلال الأسبوع الماضي.

هذا التباين في الأداء يعكس تحولًا واضحًا في مزاج المستثمرين، من “المخاطرة لتحقيق العائد” إلى “الحفاظ على رأس المال”. ومع ازدياد الضبابية حول مستقبل الاقتصاد العالمي، أصبح الذهب هو الرابح الأكبر في معركة الثقة بين فئات الأصول المختلفة.

تم نسخ الرابط