بنك فيفث ثيرد يحقق مكاسب في الربع الثالث رغم خسارة قروض بقيمة 178 مليون دولار

ومضة الاقتصادي

بنك فيفث ثيرد يحقق مكاسب في الربع الثالث رغم خسارة قروض بقيمة 178 مليون دولار

أثبت بنك فيفث ثيرد (Fifth Third Bank) أن الأداء التشغيلي القوي يمكن أن يتغلب حتى على الخسائر غير المتوقعة. ففي الربع الثالث من عام 2025، قدّم البنك نتائج تفوقت على توقعات السوق، مدعومة بارتفاع الإيرادات الأساسية ونمو القروض، على الرغم من تسجيل خسارة كبيرة مرتبطة بقرض احتيالي. وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد فيه القطاع المصرفي الأميركي ضغوطًا متزايدة بسبب تباطؤ الائتمان وارتفاع المخاطر.

أرباح قوية رغم الصدمات

سجّل بنك فيفث ثيرد ربحًا للسهم الواحد بلغ 0.91 دولار، متجاوزًا التقديرات البالغة 0.86 دولارًا، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 8% لتصل إلى 2.31 مليار دولار. لكن خلف هذه الأرقام الإيجابية يكمن حدث غير اعتيادي: شطب قرض بقيمة 178 مليون دولار نتيجة تعرّض البنك لاحتيال من قبل شركة تمويل السيارات تريكولور هولدنغز (Tricolor Holdings).

ورغم هذه الخسارة، بقي الأداء العام للبنك قويًا بفضل الأرباح التشغيلية المتنوعة، وخاصة من نمو القروض وتوسّع هوامش الفائدة، إضافة إلى تحسّن في الإيرادات من الرسوم والخدمات المالية.

توسع استراتيجي عبر الاستحواذ

لم يكتفِ البنك بمواجهة التحديات التشغيلية، بل اتخذ خطوة جريئة على صعيد النمو عبر الاستحواذ على بنك كوميريكا (Comerica) في صفقة بلغت 10.9 مليارات دولار. هذه الصفقة، التي تعد من أكبر عمليات الدمج المصرفية الإقليمية في السنوات الأخيرة، تهدف إلى توسيع نطاق البنك وتعزيز قدرته التنافسية أمام البنوك الكبرى.

الدمج المتوقع سيخلق مؤسسة مالية أكبر وأكثر كفاءة، مع إمكانية تحقيق وفورات في التكاليف وتوسيع قاعدة العملاء عبر مناطق جديدة في الجنوب والغرب الأميركي. بالنسبة للمستثمرين، تمثل هذه الخطوة رهانًا على أن الحجم والانتشار يمكن أن يشكلا درعًا ضد تقلبات السوق ومخاطر الائتمان.

المحركات الرئيسة وراء الأداء

يُعزى الأداء الجيد في الربع الثالث إلى ثلاثة عوامل رئيسة:

الأرباح التشغيلية القوية التي ساهمت في امتصاص تأثير الخسارة الائتمانية.

نمو الإقراض وتحسّن العائد على الأصول المدرة للفائدة في ظل بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.

استراتيجيات التنويع والإدارة الصارمة للتكاليف، والتي عززت هوامش الربح الإجمالية.

لكن النجاح الحالي لا يخلو من التحديات المستقبلية. فمع توسع البنك واندماجه مع كوميريكا، ستظهر مخاطر الاندماج والتكامل التشغيلي، إلى جانب الحاجة للحفاظ على جودة الأصول وسط بيئة اقتصادية متغيرة.

التحديات: المخاطر الخفية في المحافظ الائتمانية

تم نسخ الرابط