الأسهم العالمية تتراجع وآسيا تهبط بعد صدمة التجارة بين الولايات المتحدة والصين

ومضة الاقتصادي

الأسهم العالمية تتراجع وآسيا تهبط بعد صدمة التجارة بين الولايات المتحدة والصين

استيقظت الأسواق العالمية على صدمة هذا الاثنين، مع تراجع حاد في الأسهم الآسيوية وخسائر كبيرة في المؤشرات الأمريكية بعد أن أعادت واشنطن وبكين إشعال التوترات التجارية. هذا التراجع يعكس مدى هشاشة ثقة المستثمرين وسرعة انتقال رؤوس الأموال من المخاطر إلى الأمان.

تراجع سريع: كيف تفاعلت الأسواق؟

في الصين، هبطت المؤشرات الرئيسية بشكل حاد، إذ انخفض مؤشر CSI 300 بنحو 1.8 %، وتراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.3 %، بينما هبط مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنحو 3.5 %. هذه الخسائر الحادة تعكس تداعيات التهديدات الجديدة بفرض رسوم جمركية وانتقام تجاري متبادل.

وعبر المحيط الهادئ، شهدت الأسواق الأمريكية يوم جمعة دامٍ امتد أثره إلى بداية الأسبوع الجديد، حيث تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7 %، وهبط مؤشر ناسداك بنحو 3.6 %، وفقد مؤشر داو جونز حوالي 1.9 %. عمليات البيع كانت واسعة النطاق وشملت قطاعات التكنولوجيا والصناعة بشكل خاص.

أما في الهند، فلم تسلم الأسواق من العدوى، إذ افتتح مؤشر سينسكس منخفضًا بنحو 300 نقطة، وتراجع مؤشر نيفتي إلى ما دون 25,200 نقطة، متأثرًا بالضغوط العالمية وحذر المستثمرين.

ما الذي يقف وراء هذا التراجع الحاد؟

1. صدمة جيوسياسية وسياسية

بدأت الأزمة بتصريحات قوية من مسؤولين أمريكيين، تضمنت اقتراح فرض رسوم جمركية بنسبة 100 % وضوابط على صادرات التكنولوجيا الحيوية، ما أدى إلى زعزعة توقعات النمو العالمي. هذا التحول المفاجئ في النبرة السياسية أجبر المستثمرين على إعادة تسعير المخاطر بسرعة.

2. إعادة توازن المخاطر: الهروب من الأسهم

في أوقات التوتر، تتحرك رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة. هذه المرة، تحولت السيولة من الأسهم إلى السندات والذهب والنقد. سرعة واتساع موجة البيع تعكسان حساسية الأسواق المفرطة تجاه الإشارات السياسية.

3. الترابط العالمي وضعف الأسواق الناشئة

الأسواق الناشئة هي الأكثر تعرضًا للتقلبات العالمية. فعندما تتعثر الأسواق الأمريكية، تتدفق رؤوس الأموال خارج آسيا بسرعة، مما يزيد الضغط على الاقتصادات المعتمدة على التصدير. الحرب التجارية لا تهدد المعنويات فحسب، بل تمس الأرباح وسلاسل الإمداد والنمو.

المخاطر والتحديات الحالية

انتقال التقلبات: إذا توسع الصراع التجاري أو شمل قطاعات إضافية، قد نشهد عدوى تمتد إلى أسواق السندات والعملات والسلع.

صعوبة التعافي: قد تعيق الرياح المعاكسة على صعيد الاقتصاد الكلي أي انتعاش، خاصة مع تباطؤ النمو وشح السيولة.

خطر المبالغة في ردود الفعل: قد تلجأ الحكومات إلى مواقف متشددة مفرطة قد تنقلب سلبًا، مثل فرض رسوم شاملة أو قيود تصدير واسعة تؤذي سلاسل التوريد العالمية.

تم نسخ الرابط