سوق العملات المشفّرة يواجه تصفية قياسية بقيمة 19 مليار دولار بعد قرار الرسوم المفاجئ
سوق العملات المشفّرة يواجه تصفية قياسية بقيمة 19 مليار دولار بعد قرار الرسوم المفاجئ
اهتزّ عالم العملات الرقمية هذا الأسبوع عندما تمّت تصفية أكثر من 19 مليار دولار من المراكز المموّلة بالهامش في يوم واحد في ما يُعدّ أكبر عملية تصفية قسرية في تاريخ السوق تقريبًا. والسبب؟ إعلان مفاجئ من الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات البرمجيات “الحرجة” من الصين، مما أثار حالة من الذعر في الأسواق.
انخفضت عملة البيتكوين بنحو 12%، مما أدى إلى موجة ضخمة من نداءات الهامش خاصة في المراكز المموّلة بالرافعة المالية. ولم تقتصر الخسائر على البيتكوين فحسب، بل شملت أيضًا العملات الأخرى الكبيرة والصغيرة، مما كشف عن ضغوط نظامية في البنية العامة لسوق العملات المشفّرة.
فيما يلي تحليل لأسباب هذا الانهيار السريع، والمخاطر التي يحملها، وما الذي يعنيه للمستثمرين والشركات والجمهور العام.
ما الذي أشعل عاصفة التصفية؟
صدمة اقتصادية كلية مفاجئة
لم يكن إعلان الرسوم مجرد خبر سياسي، بل كان شرارة مالية كبرى. فعندما تضرب الأسواق صدمة خارجية مفاجئة بهذا الحجم، تبدأ إعادة تسعير سريعة وشاملة. وفي هذه الحالة، تأثرت سوق العملات المشفّرة بشكل مباشر مع اندفاع المتداولين لتصفية مراكزهم أو تغطية خسائرهم. كان الخبر بمثابة شرارة فجّرت الضغوط الكامنة في الأسواق المشتقة.
هشاشة الرافعة المالية
تعتمد أسواق العملات الرقمية بشكل كبير على الرافعة المالية والمشتقات مثل العقود الآجلة والتداول بالهامش والعقود الدائمة. وعندما تهبط الأسعار بشكل حاد، يتم إغلاق المراكز الطويلة تلقائيًا، مما يؤدي إلى دوامة تصفية متتابعة. هذه الآلية تجعل أي حركة سعرية حادة تتضخم تلقائيًا إلى انهيار واسع.
الكثير من البورصات تستخدم أنظمة تصفية متتالية (حيث تؤدي صفقة واحدة مغلقة إلى أخرى)، مما يخلق حلقة تضخيم ذاتية يصعب كسرها حتى بعد إزالة معظم الرافعة من السوق.
هشاشة المعنويات وتدفّقات الأموال السريعة
كانت المعنويات هشّة أصلًا، والأسواق غير مستعدة لأي مفاجأة. ومع تسارع عمليات البيع، أصبحت التدفقات السريعة داخل وخارج السوق عاملًا رئيسيًا في تفاقم التقلبات. وعندما تتحول الثقة إلى ذعر، لا تجد الأسعار أي مقاومة حقيقية.
المخاطر والتحديات المقبلة
تصفيات متتابعة
إذا استمر الانخفاض، قد تُطلق موجات جديدة من التصفية القسرية. حتى تراجع بسيط إضافي يمكن أن يؤدي إلى انهيار مراكز أخرى، خصوصًا في العملات الصغيرة. هذه هي خطورة الأسواق ذات الرافعة العالية: السقوط البسيط يمكن أن يتحوّل إلى انحدار حاد.
ضغوط على البورصات
تحت ضغط السيولة الهائل، قد تواجه بعض البورصات مشكلات في مطابقة الأوامر أو في أنظمة المقاصة أو حتى في احتياطاتها المالية. بعض المنصات أبلغت بالفعل عن تأخير أو تعطل مؤقت أثناء ذروة الانهيار. أي خلل في الأداء خلال مثل هذه الأزمات يمكن أن يضرّ بثقة المستخدمين على المدى الطويل.