نمو الأرباح الأميركية يتجه للتباطؤ وسط استثمارات الذكاء الاصطناعي وضغوط الرسوم الجمركية
نمو الأرباح الأميركية يتجه للتباطؤ وسط استثمارات الذكاء الاصطناعي وضغوط الرسوم الجمركية
تشير توقعات وول ستريت إلى أن نمو أرباح الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 سيتباطأ خلال الربع الثالث من عام 2025، في ظل موجة من الاستثمارات المكثفة في الذكاء الاصطناعي وارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية والتجارية. ووفقًا لتقديرات محللي الأسواق، من المتوقع أن تحقق الشركات زيادة بنسبة 8.8% على أساس سنوي في الأرباح، مقارنة بنحو 13% في الفصول السابقة، وهو ما يعكس بداية مرحلة من التوازن بعد طفرة أرباح غير مسبوقة.
وفي الوقت ذاته، قفزت الرسوم الجمركية والتكاليف المرتبطة بالتجارة بنحو 33% على أساس سنوي لتصل إلى 93 مليار دولار، ما زاد من الضغوط على هوامش أرباح الشركات التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية. وعلى الرغم من هذه التحديات، تشير التوقعات إلى أن نمو المبيعات سيبلغ نحو 5.7% خلال الفترة نفسها، في إشارة إلى استمرار الطلب الاستهلاكي النسبي داخل الاقتصاد الأميركي.
كما تظل التقييمات السوقية مرتفعة نسبيًا، حيث يبلغ مكرر الأرباح الآجل نحو 23 مرة، وهو أعلى بكثير من متوسطه خلال السنوات العشر الماضية البالغ 18.7 مرة، ما يثير مخاوف المستثمرين من احتمالية حدوث تصحيح في الأسعار إذا تراجعت الأرباح الفعلية عن التوقعات.
العوامل الرئيسية وراء الاتجاه الحالي
تتجه رؤوس الأموال بقوة نحو قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تضخم التقييمات بشكل واضح، إذ يرى المستثمرون في هذه المجالات مستقبلًا واعدًا يستحق الدفع مقابل المخاطرة. ومع ذلك، فإن الضغوط الجمركية وتكاليف العبور الدولي تقضم جزءًا متزايدًا من الأرباح التشغيلية، خاصة للشركات الصناعية والتكنولوجية التي تعتمد على مكونات أو تصنيع خارجي.
ويزيد من تعقيد المشهد الإغلاق الحكومي الأميركي الأخير، الذي تسبب في تأخر صدور البيانات الاقتصادية الرسمية، ما جعل التوقعات أكثر غموضًا وأضعف ثقة الأسواق في قراءة دقيقة للأوضاع الراهنة.
المخاطر والتحديات
أولى المخاطر تتمثل في احتمال خسارة الشركات لتوقعات الأرباح، حيث قد تعجز بعض القطاعات عن الحفاظ على هوامشها الربحية في ظل ارتفاع التكاليف. كما أن التقييمات المرتفعة للأسهم قد تتعرض لإعادة تسعير، خصوصًا إذا تباطأ النشاط الاقتصادي أو خفّ الزخم في قطاعات النمو.