الذهب يحطم حاجز 4,000 دولار للأونصة مع هروب المستثمرين من مخاطر العملات الورقية
الذهب يحطم حاجز 4,000 دولار للأونصة مع هروب المستثمرين من مخاطر العملات الورقية
في تطور تاريخي لأسواق المعادن الثمينة، قفز سعر الذهب الفوري فوق مستوى 4,000 دولار للأونصة، ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق. هذا الارتفاع اللافت لم يكن مجرد تحرك تقني أو مضاربة مؤقتة، بل يعكس تحولًا كبيرًا في سلوك المستثمرين الذين يتجهون نحو الأصول الآمنة في ظل تزايد المخاطر الاقتصادية وتراجع الثقة بالعملات الورقية.
الذهب في أرقام: موجة صعود غير مسبوقة
تجاوز سعر الذهب حاجز 4,000 دولار للأونصة خلال التداولات اليومية، وهو مستوى قياسي جديد في التاريخ الحديث.
الارتفاع مدعوم بتدفقات قوية نحو الملاذات الآمنة، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وضعف قوة الدولار الأمريكي.
منذ بداية عام 2025، ارتفع الذهب بنحو 50%، ليصبح من بين أفضل الأصول أداءً خلال العام.
هذا الأداء المذهل يعكس مزيجًا من العوامل الاقتصادية والنفسية التي دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذ يحميهم من تآكل القيمة النقدية.
الأسباب وراء القفزة التاريخية
1. الابتعاد عن العملات الورقية ("تجارة التحوط من التدهور النقدي")
تزايد المخاوف بشأن التضخم العالمي وتضخم الديون الحكومية دفع العديد من المستثمرين إلى الابتعاد عن العملات الورقية. أصبح الذهب بالنسبة لهم وسيلة لحماية الثروة من تراجع القوة الشرائية، خاصة مع التوسع في طباعة النقود والسياسات المالية التوسعية.
2. توقعات خفض أسعار الفائدة
تشير الأسواق إلى احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال العام المقبل. انخفاض الفائدة يعني عوائد حقيقية أقل على السندات والأصول النقدية، وهو ما يجعل الذهب أكثر جاذبية كخيار بديل للاستثمار طويل الأمد.
3. الطلب القوي من البنوك المركزية
تستمر البنوك المركزية حول العالم في زيادة احتياطاتها من الذهب، خاصة في الدول الناشئة التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار. هذه المشتريات الضخمة تعزز الثقة في السوق وتؤكد أن الاتجاه الصاعد مدعوم من مؤسسات مالية كبرى وليست مضاربات فردية فقط.
المخاطر والتحديات المحتملة
تشبّع السوق وارتفاع التقييمات
بعد ارتفاع قوي وسريع بهذا الحجم، من الطبيعي أن تظهر ضغوط تصحيحية أو استقرار مؤقت في الأسعار. أي جني أرباح واسع النطاق قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في السوق.
السياسة النقدية المفاجئة
إذا قرر الفيدرالي أو أي بنك مركزي آخر تبني لهجة أكثر تشددًا ورفع أسعار الفائدة مجددًا، فقد يتراجع الزخم الصعودي للذهب مع عودة جاذبية الأصول ذات العائد الثابت.
تغير سلوك السيولة في الأزمات
رغم أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا تقليديًا، إلا أنه في فترات الذعر الشديد قد يشهد عمليات بيع لتوفير السيولة، كما حدث في أزمات مالية سابقة، مما يحدّ من دوره كأصل مستقر.