الذهب يقفز فوق 4,000 دولار للأونصة في ارتفاع قياسي وسط حالة عدم استقرار
الذهب يقفز فوق 4,000 دولار للأونصة في ارتفاع قياسي وسط حالة عدم استقرار
في تحول مذهل لأسواق المعادن الثمينة، تجاوز سعر الذهب الفوري لأول مرة حاجز 4,000 دولار للأونصة، مغلقًا عند نحو 4,017.16 دولار. هذا المستوى التاريخي يأتي وسط زخم واسع في الشراء والعوامل الاقتصادية التي تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
على مدى العام حتى الآن، سجل الذهب مكاسب قوية تتراوح بين +50 % إلى +53 % وهي قفزة نادرة في عالم السلع. كما أن المعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم سجّلت أيضًا مكاسب ملحوظة، مدعومة بنفس العوامل المحركة للسوق.
ما هي القوى الكامنة وراء هذا الزخم؟ وما هي المخاطر المحتملة؟ وما الذي يجب أن يراقبه المستثمر أو المواطن العادي في الأيام المقبلة؟ دعونا نستكمل الرؤية.
ما الذي يدفع الذهب إلى الارتفاع؟
1. توقعات خفض الفائدة
الأسواق تسعّر حالياً احتمالية خفض من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وربما أكثر لاحقًا. خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة للاحتفاظ بالذهب، ويُضعف الدولار، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر فائدة لكنه يحافظ على القيمة.
2. الطلب على الملاذ الآمن وسط اضطرابات
الأزمات السياسية والمخاطر الجيوسياسية (مثل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة والتوترات الإقليمية) تدفع المستثمرين نحو الذهب كحماية ضد التقلبات. ضعف الثقة في استقرار السياسات أو الأسواق يزيد الطلب على الأصول الآمنة كالحليّ الأصفر.
3. تنويع الاحتياطيات من قبل البنوك المركزية
البنوك المركزية حول العالم تستمر في إضافة الذهب إلى احتياطياتها كجزء من استراتيجية التنويع بعيدًا عن الدولار والأصول النقدية الأخرى. هذا الطلب الرسمي يعزز القوى الأساسية للدعم على المدى المتوسط والطويل، ويضيف إلى الشعور بأن الذهب “عملة عالمية بديلة” في أوقات الاضطراب.
المخاطر والتحديات التي قد تضعف الزخم
مخاطر الإفراط في الصعود
أي ارتفاع سريع للقيمة غالبًا ما يجذب عمليات جني أرباح أو تصحيح فني. من الممكن أن يرى الذهب تراجعًا مؤقتًا إذا قرر بعض المستثمرين أن الأسعار وصلت إلى مستويات تشبّع.
تعارض السياسة النقدية
لو أن الفيدرالي فاجأ الأسواق بعدم خفض الفائدة أو أشار إلى تشديد مفاجئ في السياسة النقدية، قد يتعرض الذهب لضغوط فورية. الفجوة بين التوقعات والسياسات الفعلية قد تكون مكلفة للأسعار الحالية.
ضغوط السيولة ومرونة السوق
في فترات التوتر المالي الكبير، قد تتغير العلاقات بين الأصول (الأسهم، السندات، الدولار) فجأة. في مثل هذه الظروف، يمكن أن يتأثر الذهب مؤقتًا، خاصة إذا لجأ المستثمرون لتسييل المراكز لتغطية خسائر في أصول أخرى.